من بين اضلع الحرب أحببتك...
وسط الساحة اقف جامدا مغمض العينين لا ارى غيرها في مخيلتي وكأن قلبي قد أغمى عليه من التعب فما الداعي لدقاته ان لم تكوني
لست مدركا لما يجري حولي كأن الساعة قد قامت قبل أوانها الكل يفر الان وانا ساكن
تلك البناية التي تصادفنا تحتها يوما اسمعها تتصدع ... ها هي تسقط الان ...أصوات تدمير ... صراخ... بكاء أطفال ونساء و هول كبير في المكان
وكأن لا صوت غير صوتكي يطن في أذني اظن ان اسمي دوى من حنجرتكي
يا للروعة...
كيف لصوت ان يعلو فوق أصوات القصف بل كيف لقلب ان يرفرف فرحا لانه التقط اسمه منكي بل تخيله في حين لم يفزع من أصوات الموت المحاطة به
لو سمحتي يا خرزتي لا تتوقفي اصرخي باسمي مرة ومرات وأخرى
هاهو صوتكي آت من هنا... لا من هنا ... بل من هنا ثم هناك
لماذا توقفتي استمري ابقي قريبة من اسمي على الأقل فكلي مشتاق وكلي خائف من فقدانك بل حتى فقدتكي ولا اريد ادراك ذلك
رجلاي ما عادت تحملني منهك تماما عودي و اصرخي لم اعد أتحمل
عاد الهدوء مرة اخرى الى تلك الساحة لا اعرف ان انتقلنا الى الطرف الآخر...! ام انتهى كل شيء...!
اسمع اخر حجرة تنزلق فوق أنقاضها
ثم فتحت عيناي ببطء و عدت أجول بهما من جهة لأخرى يمينا ويسارا
كل شيء تدمر أصبحت الدنيا خراب رمادي اللون اسود المظهر الوحيد من يتحرك فقط عيناي و ما تبقى من دخان النيران والغبار
ثم هممت مسرعا ابحث عن ذلك الصوت من قال اريد الهدوء ايتها الطائرات عودي و اقصفي عودي لتدمري ما تبقى مني فقلبي قد دمر الا يجب ان اموت ايضا
اليست هذه هي المعادلة الصحيحة للحياة ما بها اليوم تخطىء
أيها الناس عودوا اصرخو من حولي علّ صوت خرزتي يختلط بأصواتكم فالتقطه من جديد لأجد طريقي فهذا الهدوء يضيعني من غير متاهة...يذبحني دون ان يقتلني
اني لازلت ابحث تحت كل صخرة تحت كل خرابة وسط كل دخان عن صوتك
اعذريني فلم استطع إنقاذ سوى طرحتكي البيضاء
كنتي تزفين اليوم بالفستان الأبيض،كنا سنهرم معا كما تعاهدنا ما بال الفستان اصبح كفنا
طاولة القران تلك التي كنا نقف عندها أين هي...!؟
لم اسمع منكي بعد كلمة نعم...
اين هي...!؟ قد تحولت هي الأخرى الى رماد
اذكر انكي كنتي تقفين جنبي
لما تركتي يدي كنتي خذيني معكي على الأقل الم نتعاهد على ذلك...!؟
كانت تقرع الطبول من هنا أين هي عودو فلم ننهي المراسيم بعد كيف غادرتي باكرا
مازلت ابحث حتى تورمت قدماي و تورمت أحزاني ايضا
حتى ما عادت بي طاقة لأكمل
تغيب الشمس و يأتي القمر ثم يختفي لتعود هي مرة اخرى
يضربان موعدا للتناوب على نفس المكان لكن لا يلتقيان
يقال انهما يلتقيان الا في مرات نادرة يقيمان عرسا فلكيا تستعد له المجرة بكل ما تحمله من كواكب و ازناك
يدورون حولهما ليزفونهما ينتظرون وسط فضول عن ذلك السر الدقيق الذي لا يفشى ابدا
ان كانت نيران الشمس ستحرق القمر ام ان القمر سيطفىء لهيبها هل ستضيء الدنيا بخسوفهما ام انها ستظلم بكسوفهما
لكنهما لا يباليان هما فقط يسلمان على بعضهما في لحظة يجمعهما بها القدر لا يدريان كم سيبقيان لكن الأمر لن يدوم لانهما محكومان بالقدر
فروعة الأمور وجمالها تكمن في الدقائق لا في الساعات في الأيام لا في السنين
الأشياء القصيرة دوامها مضمون
الأحداث القصيرة صادقة...مميزة...حقيقية...باقية فينا للأبد لا تنسى
كذلك انا و خرزتي كنا حقيقيان جدا لم يكتمل لقاؤنا لكن دائم هو حبنا
فقط الشوق يقتلني و الشوق يديم الحب أليس كذلك...!؟ مادمت اشتاق لكي يعني لازلت احبكي
بت بلا مأوى لكن حبكي اواني
حافي القدمين اسير في الليالي عاري الجسد والروح ومازال صوتكي يكسيني
وحيدا ابيت والنجوم تواسيني ما زلت اسألها عنكي كل ليلة
أخبرتها عنكي كثيرا اخبرتها كم تشبهينها انتي في الأصل تنتمين لها لا تليق بكي هذه الأرض فكلها حروب لم تقتلني الحرب بعد لكني متفاءل بالقدوم اليكي
وهي أخبرتني ايضا...
أخبرتني ان خرزتي أكملت مراسيمها في السماء و ان الملائكة زفتها بالفردوس
اتعلمين منذ رحيلك أصبحت فارغا انتظر النهاية لكنها تأخرت يبدو ان طريقها معبدا بافخاخ العدو كطريقنا انا وانتي
لا انا استطعت الوصول اليها ولا هي وصلت
فالأرض لم تعد تسع حسرتي و عذابي
كل يوم اخسر اكثر خسرتكي أولا ثم وطننا اللذي راب وذهب والآن لم يبقى سوى انفلاق الأرض وانفطار السماء و ثم على الدنيا السلام
اتدرين ماالغريب!!
الغريب ان أكون محاطا بالموت في كل لحظة لكنه يأبى لمسي في حين اني مشتاق اليه بقدر اشتياقي اليكي
ستلمسني حتما وان طالت
تمر الساعات و الأيام شهدت الكثير من الأحوال وانا حالي ليس بحال
ما عدت انا هو انا ولا عادت الأرض هي الأرض
كنت امشي مطمئنا رغم ان ابتسامتي غابت ودمعتي لا ادري اين بقت
جسمي لا يحملني وروحي مأسورة داخله بالغصب قلبي فارغ من الدقات لكنه مليء بالشوق لم يعد يتألم من شدة الألم
أصبحت عديما تماما امشي بلا هدف لا ادري الى اين لا يهم علّه يقودني اليكي
كانت ارض واسعة خالية من كل شيء أخطو بخطوات متوازية وغير متوازية دون ثبيت عيناي نحو الأرض فقط أخطو خطوة...بخطوة...بخطوات...
فجأة حطت قدمي على شيء دفين تحت غطاء الارض
لم اعد اعرف ما عساي ان افعل افرح ام احزن اثبت قدمي ام أواصل خطواتي اصبح جسمي يرتجف لا اعرف مما يرتجف خوفا ام حماسا
الشيء الوحيد اللذي اعرفه انه قد حل اليوم الموعود
اليوم اللذي انتظرته طويلا
اليوم الذي سيجمعني بكي للأبد
خرزتي
افرحي اني اليوم قادم الى حيث انتي الى حيث الأبدية الى حيث لا خوف من الفقدان والشوق
اسمعكي الان اشعر بكي حولي امسكي بيدي و اسحبيني قد تعبت من البقاء هنا
اني اكتب من هناك الان فقط لاقول لكم اننا اجتمعنا هناك...
الاسم: سهام بوعزة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق