"مقالي في حالكَ يا وطني"
قال تعالى: (ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به وأعدوا عنا واغفر لنا إنك أنت التواب الرحيم) صدق الله العظيم.
إن القارورة يا سيدي انفجرت، وما القارورة إلا قلوب شعبكَ، أبناءك، بناتك، أطفالك، إنّ الروح بهتت، والقلب صاحَ كفى، إلى متى نتحمل أعباء من استلموا المناصبَ بالمحسوبيةِ، وبعيداً عن كفاءتهم؟ ألم يأتي الوقت لنتخذ الكفاءة ركيزةً لإختيار صاحبَ المسؤولية؟ ما ذنبُ تراب الوطن ليصبحَ لا يطاقُ للشباب الذين منه وُلدوا، وعليه ترعرعوا؟
هل سنبقى نحن الأردنيين نقول: ربنا ولا تؤاخذنا بما فعل السفهاءُ منّا؟
أيُّ سفهاء يا سيدي؟ إنهم سفهاء المناصب، الساخرين من الشعب الصامت، المواطن الكابت، والكاتم لحزنه؛ لأنه مواطن قليل حيلة، إنّ الحل الحازم لتلك المآزق يا سيديّ "جلالة الملك عبدالله الثاني المعظم" هو تغيير النهج، النهج الهكلان المهلك للمواطن والآكل لحقوق الشعب، فكفى قولاً بأنه كالعادة لا حلاً سوا تشكيلُ لجنة، إن التشكيل ليس سوا مضيعةٌ للوقت، أما الآن نحن نطالب بأن يدعون الصحافة وشأنها، ونكف عن مقولةِ" الصحافة في وطني سقفها السجن" لماذا؟
هل لأن الصحفيّ الصادق كاشف الحقائق هو من فرض عليه الرقابة والمحاسبة؟
إن تساؤلاتنا تنتهي، حين ينتهي الجهل، حين يأخذون بعين الإعتبار بأننا نحن الوطن، نحن الشعب، ونحن أصحاب الشأن والحق، ومطلبنا الآن أن يحاسب كلّ أصحاب المسؤوليات أولئك ذئاب الحكومة، الممثلين البارعين على الشعب، تغيير النهج من أساسه، وإعطاء المناصب لمن هم كفؤ، إعطاؤه لأبناء هذا البلد، منحه لمن قلبه على ذلك الوطن.
لم أرى أحدا يكون في مكانٍ ليس من إختصاصه، إلا في الدعاباتِ، والآن في حكومة بلدي.
فإلى من هم أصحاب قلبٍ على الوطن بسكانه وأبنائه فالينتشل ما تبقى من تعليم، وصحة، فاليساند أسدنا عبدالله الثاني لينتشل العرين من أيادي الذئاب الماكرين، المتعالين على الشعب بمهزلتهم، ولنقول: كفاكم تمثيلاً أيها السفهاء، بمقولة" المواطن أغلى ما نملك" نعم هو أغلى ما تملكون؛ لأنه ليس سواه يدفع للدولة، وليس سواه يرفع ميزانيتكم، وليس سواه يتسولُ على اسمه، لقد صدق زعل حين غنّى قائلاً: (يا مواطن يا مسكين)، كفى تعايشاً مع هذا الحال يا سيدي فأبناؤكَ قد طفح الكيل بهم، لم يتبقى إلى أن يصل الوطن الشامخ إلى موّال النهاية، وكأن للشعب من الأضحيةِ الليّة، وللسفهاء اللحمةِ المشوية.
إن حروفي لم تستطع ترتيب نفسها، وقالت: إنّ ذلك الوطن وقائده ترتيبي، فيا سيدي شعبك يحيطك بدعائه، فليس لهم بعد الله بغيرك أمل، هلّا عدتَ لنا بالأردن الذي كنا نتفاخر بعلمه، وطبه، وصحته، هلّا جددت لنا من هم أمثال وصفي التل.
لم أخصص كلامي اليوم لحادثةِ السلط، لكن أعزي الوطن، وكل أسرة فقدت عزيزا والحزن ترس وجناتهم، لكن بمقالي هذا مقصدي واضح وهو أننا نريد الأردن قبل أن يتلاشى علمه، وصحته، نريده حينا كنّا نتفاخر بالتعليمِ فيه، نريد التعليم الحقيقي؛ لنخرجَ بجيلٍ يستحق، نريد الأردن قبل أن يفرد طائر الحزن جناحيه عليه، نطلب العدل، نطلب تطبيق الدستور الأردني كما جاء.
أمّا عن مطلبنا الدائم والنهائي، وهمنا الأبدي، هو الأردن، لكم المال، ولكم الماديات، ولنا الأردن والمعنويات، لنا التعليم والتعب، لنا الحرية على أرض الوطن؛ لكي نبعد فكرة الهجرة من عقول أبنائنا، أخواننا، آباؤنا، سنكون بخير يا سيدي حين يعطى كل ذي حقٍ حقه، حين يترأس المنصب من يستحقه، حينها نحن بخير.
أودُّ التنويه أن حزن قلوبنا، وبهتان روحنا، لا يسمح لكم بأن تشتموا هذا البلد، أو تنعتون قائده بأنه قد قصّر في حقه، فهو ملك الصعاب، ورجل الميدان، فعبدالله الثاني هو من لا يسأل عن صحته ويغوص بين شعبه، فمهما كانت المصائب جلل ستبقى أرواحنا فداءاً للوطن وراعيه، بجيشه وأمنه ودركه وجلّ قواته المسلحة، مهما استمر الفساد بحرقنا، اطمئن يا سيدي ف فيك لن نضحي، وسيبقى الأردن أرضي، وموطن قلبي، فيا عناية الرحمن ارحمي بلادي وهوني على قائدي، فيعزُّ علي أن أراها تنزفُ.
أما تذكيرًا لكم يا سفهاء المناصب، يا ذئاب الحكومة الماكرين، فقد قال تعالى : ( فوربّك لنسألنهُم أجمعين، بما كانوا يعملون).
بقلم الكاتبة إسلام مرزوق العليمات/الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق