آخر المواضيع

السبت، 25 سبتمبر 2021

خُيّبت ظُنوني./ الكاتبة: الاء عبد الجبار كايد

خُيّبت ظُنوني.

أتعلمُ من أنا؟

أنا من أحبت بولهٍ و أظهرت وافر حُبّي و هيامي و ما لقت بالمُقابلِ إلّا نُكرانَ الجميلِ و التغاضي عن العواطفِ التي بُذلت، هممتُ عشقًا بشخصٍ فقابلني ببغضٍ و كراهيةٍ، ظننتُهُ ملاذًا لي من صفعاتِ الحياةِ، فكانَ أولُ شخصٍ يصفعني، ظننتُهُ أمانًا لي فوجدتُهُ يدبُ الرُعبَ في قلبي كُلَّ حينٍ، اعتقدتُهُ اكتفاءً و ما كانَ الا نقصًا، ظننتُهُ وطنًا فكان لي غُربةً، ظننتُ كثيرًا و خابتْ جميع ظُنوني، و بقيتُ بمفردي على قارعةِ الطريقِ أبكي أسى و أسفًا على حالي و أشتم ظنوني و أيامي التي أمضيتُها برفقةِ تلك العواطفِ.

أهدرتُ بضعًا من عمري بشعورٍ من اللا شُعورِ، خُضتُ علاقةً موهومةً دُروبُها مؤلمةٌ حزينةٌ يصعبُ التماشي معها، لكنّني كُنتُ كفيفةً لا ترى، أعماني الحُبُّ عن جميعِ الصعابِ التي خُضتُها، فما شعرتُ بأيَّ سوءٍ مرّ بي، و لم أدرك أن الطرفَ الآخرَ من وهمٍ لا عواطفَ لديهِ، فأنتهى الأمرُ بي هُنا، مخذولةً من ظُنوني و اشتباهاتي، و يائسةٌ من العلاقاتِ بسبب التجربةِ السيئةِ التي مررتُ بها.

وحيدةٌ أنا في هذا الكوكبِ، كنجمةٍ أضلّت طريقها، فغابت قليلاً و وجدت نفسها في مجرةٍ أُخرى لا تنتمي لها، ضللتُ طريقي و لم أستطع العودةَ من جديد، فها أنا الآنَ بينَ أشخاصٍ لا أتقبلُ وجودي برفقتهم، في عوالمَ يصعبُ عليّ التعايشُ معها، أنا لا انتمي للوجود، انا وجودٌ من اللا وجود، كيانٌ مُهتزٌ وسط اتزانِ العالمِ، أنا المُنطفئةُ التي أتلفتها الأيامُ و سرقت منها بهجتها و حوّلت ربيعها خريفًا قاتمًا.

نعم يا عزيزي، أنا من خذلها الجميعُ و ما عادت تثقُ بأحدٍ، أنا من عادت بقوةٍ لبناءِ ذاتها من جديد، دونَ الحاجةِ لوجودِ أحدٍ برفقتها، أنا من ستسند نفسها عند وقوعها، و أنا من ستحضنُ روحها عند بُكائها و انطفائها، سأكونُ لي نورًا عند الانطفاءِ، بهجةٍ عند الكآبة، و كونًا عند اغترابِ الروحِ.

الآء عبد الجبار كايد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *