مَوْتُ بَطِيءٌ
سَبْعُونَ أَلْفِ شُعُور فِي الدَّقيقَةِ، شُعُورٌ يُنَافِسُ شُعُورٌ، وَجَسَدِيّ سَاحَةُ حَرْبٍ بِـبِدَايَةٍ مِنْ دونِ نِهَايَةٍ، يَا لَهَا مَنْ حَرْبِ شَرِسَةِ، تَتَأَرْجَحُ عَلَى شَرْيَانِيّ، دَمِيّ الذَّخيرَةِ وَعَقْلِيّ الْوَسِيلَةُ، أَطَرَافِيٌّ تَرْتَجِفُ مَنْ آلَاَمِ هَذِهِ الْمَجْزَرَةِ، قَلْبِيّ كَالْرَّهينِ لَيْسَ بِيَدِهِ حِيلَةٌ إِلَّا الْاِنْتِظَارَ وَالْاِنْتِظَارَ، يَتَمَنَّى الْخُلَّاصَ، الْاِنْفِصَالَ عَنْ هَذَا، يَشْتَاقُ لِـوَقْتٍ كَانَ فِيهِ كَـالْطِّفْلِ لَا مَشَاعِرُ مُؤْذِيَةُ لَهُ وَلَا همومٌ تُثْقِلُهُ، وَلَكِنَّهُ الأن مليئاً بالمآسي وَالْأحْزَانَ، مُظْلِمٌ كَـبَيْتٍ مَهْجُورٍ لَا حَيَاةَ فِيهِ.
غَلَّبَنِي التَّنَاقُضُ بِـكُلِّ مافيهِ مِنْ قُوَّةٍ، جعلنِي مُتَرَدِّدَةٌ حَائِرَةٌ لَا قَرَارَ لِي، أَخَافُ التَّقَدُّمَ فَـالْفَشَلَ، وَالثُّبَّاتَ فَـالنَّدَمَ، غَارِقَةٌ فِي بُحُورِهِ الظَّالِمَةِ، فِي سَوَادِ مَا أَحْتَلُّنِي مِنْهُ، فِي حُفْرَتِهِ اللَّعِينَةِ الَّتِي لَا مُخْرِجَ مِنْهَا، قَضَى عَلِيٌّ كَـمُفْتَرِسٍ أَنَقْضٌ عَلَى فَرِيسَتِهِ فَاِنْتَصَرَ.
إِنَّهُ شُعُورَ مرٌّ، يُجَرِّدُنِي مِنْ نَفْسِيّ، يَسْتَنْزِفُ قُوَاُي، يَقْتُلُنِي كَـسَمٍّ يَتَغَلْغَلُ دَاخِلِيٌّ بِبُطْءٍ، يُجَمِّدُ أَطْرَافِيٌّ، يُطْفِئُ رُوحِيٌّ عَلَى مَهْلٍ، يَسْلُبُ عُمُرَا مَنِيٍّ.
كُلَّ هَذَا سَيُرَافِقُنِي لِأَجَلِ غَيْرِ مُسَمًّى، لِـوَقْتٍ سَيَسْرِقُنِي مِنْ نَفْسِيٍّ.
لِـهُدَى عُمُرِ خَلِيلِ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق