آخر المواضيع

السبت، 28 نوفمبر 2020

إلى البعيد/بقلم نورا فاضل جاويش

 "إلى البعيد"


من جثتي المغطسةِ بدماءِ الحرب، 

إلى محبوبي البعيد ..

 أكتبُ لكَ في هذه اللحظةِ تحديدًا والرمادُ يُحيط بي من جميعِ الجهات، أكادُ أختنق ..لكن لا عليك، اعتدتُ الأمر؛ فنحنُ هنا نموتُ كلّ يوم، يُقضى علينا كُلّ يوم ! 

لذا فالرمادُ أصبحَ شيئًا عاديًا يا عزيزي،

كدتُ أنسى! إنّ الحربَ اللعينةَ لن تذهبَ كما أخبرتكَ سابقًا، أَتَذكُر ؟ يا لسذاجتي حينها.. ظننتُها ستزول! لكن يبدو أنها قد أقسمَت على البقاء إلى زوالنا نحنُ .

أتعلمُ شيئًا؟ أشعرُ بطيفِ الموتِ يحومُ حولي، لا أدري لمَ..أيُعقلُ لأن الأشلاء الملقاة هنا وهناك تحيط بي؟ أم لأنني أستيقظُ كلّ يومٍ ورائحةُ جثثِ الموتى تَخنُقني! لا أعلم، ولا أحدَ يعلم ..

أَتذكُرُ عندما خطّطنا لمُستقبلنا سويةً؟ يا إلهي، كم كنتُ ساذجةً حينها..أيّ مستقبلٍ هذا يا رباه!

أيها الحبيب، إنّ الرمادَ يزدادُ هنا، المرأةُ تصرخُ وتلِطمُ حزنًا فوق جثةِ ولدها، ها هي الفتاةُ تُهرولُ مسرعة..تبحثُ عن النجدة، هه النجدة! نجدة..قانون..حماية! 

أضحكُ، أضحكُ، أضحك، أتُراني جُنِنت ؟

إلى المُلتقى يا ذاكَ البعيد، أو رُبّما إلى الجنة، أو جحيمٍ آخر..لا أدري .


#نورا_جاويش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *