"هكذا كان الأمر"
كفقدان أمٌ لطفلها الأول،
في اليوم الثاني من وِلادتَهِ،
كالموافقة على طباعة كتاب
لكاتِبة في بداية الأمر ورفضِهِ
في أخر لحظةٍ،
كطعمِ العَلقم ودمعة الأباء،
كانتهاء شحن الهاتِف، عند
الرد على الرسالة المترقّبة
والكهرباء منزوعة،
كخزاق الحِبر في منزلٍ خاوٍ
عند كِتابة مسودةٍ إلى سجينٍ
بعد انتظار دام لأشهر عديدة،
كموتِ الحبيب بعد تحديد العرس،
كالسيرِ على اللهيب اللافح
وانهمار الماء الحامٍ على
الجرُوحِ،
كتحديقِ عليلة السّرطان
لشعرها المتساقط لأول مرةٍ،
كصغِيرٍ توفيَ والديْهِ،
وكطمُوحة حاصرتها قيود المجتمع
وامنعتها عن الوصول لجموحها،
كأعمى يكهن متى الوميض
يبرق لهُ عتمتهُ،
وكإفلاتٌ صديقٌ لك متعمِّدٌ،
هكذا كان الأمر
مكتنزٌ بالمرارٍ حد التخمةِ،
شديد الشجن، باذخ الحُزن
زاخِرٌ بالخيبةِ محشوٌ بالخذلان.
- سالمة الطاهر أحميد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق