في مخيلتي،
خيّل لي حديثنا بسبعة آلاف لغة، لم أطلب سوى لغة بثمانية وعشرون حرفًا من فمك،
وقد حفظت الاثنا عشر مليون كلمةً في قاموسها لفهمك، خيّل لي أننّا نحتسي القهوة تحتَ ودقِ نوفمبر، عند المقهى الذي يبعد عن بيتي شارعان وتسعة بيوت، أنتَ تحتسي القهوة،
وأنا أناظر قهوتي الملتي تستقرّ في عيناك،
تُدَخِّن سيجارتك السابعة،
وأنا أرسمك على حائط البيت المهجور،
أحفظ شكل عروقك البارزة المغطاة تحت معطفك الأسود،
ونقرأ كتابًا لمحمود درويش، ونسمعُ ً أغنيةً سويةً بينما ننتظر الحافلة في المحطة،
وعلى الواقع كان لأحدنا أن يكون في آخر محطات الحبّ يهودي،
ونبدأ بفتح أوراق الوداع، فلا معطفكَ الأسود ولا عيناكَ البنيّتان سَتُدَفِّئُنِي، ولا الثمانية وعشرون حرفًا ولغات العالم أجمع تستطيع أن تعبّر عن ألمي،
وهنا قتلني لقائنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق