آخر المواضيع

السبت، 5 ديسمبر 2020

الغدر وهبوب الذَكرى/ بقلم:شهد إياد شويات:

 الغدر وهبوب الذّكرى.

كنتَ رفيق روحي، نبض فؤادي، أول من أمسكَ يدي وتلاشى بأخيلتي،وأول من يعرف أخباري، رأيتكَ أثناء مسيري في زحمةِ أيامي، كان قلبي يرتعشُ كلما هبّ نسيمك، خفق قلبي لنظراتِكَ الدافئة، وقعت بحبّ قلبكَ التقيتكَ ولا أعرف كيف تملّكتني، لم أستطع الهروب منكَ، دقّت أجراس قلبي عندما تلاقت أجسادنا، في تلك اللحظه ولدت أنا للمرة الثانية، أصبحت أنفاسي مخالطة أنفاسكَ الطاهرة، دمي يتمحورُ بدمكَ الدّافئ، يُبكم بؤبؤي أمام نظرات عينيك المتوهّجتين، تعلّقت روحي بروحكَ، قلبي بقلبكَ، نبضاتي بنبضاتكَ، ثمّ جاء اليوم الّذي غادرتني بهِ، بلا وداعٍ ولا مقدّمات، تركتني للوهم والسّراب، للألم والفقد، تعلم أنّني أموت بغيابك، يفقد جسدي روحه، هجرتَني وأنا لا أحمل غيابك، عقلي مشوّش، مفتّت وعندما يتذكّرك ينقسم إلى أشلاء، لقد سقطت كسقوطِ الأغصانِ في الخريف، معاناة كلّ يوم كمعاناة أمسِه، إنّه ذكرى ذلك اليوم، ... من هذا الشّهر، صورتكَ ما زالت مرسومة في أجواف ذاكرتي، صوتكَ يئِنُّ في طبلة أذني، ما زالَ وهمك أمامي يبتسم لي، فارقتَ جسدي لكنّك لم تفارقِ روحي، إنّكَ تسكنني، في قلبي وأحيا من دم أوردتِكَ، لا أستطيع نسيان لحظاتنا معاً، إنني أحترق، أشتعل من شدة الشّوق كمكعب ثلجٍ تعرّض للهيبٍ صاهِر، مِتُّ شوقاً، كلّ هذه الذكريات مقبرة نبثت بعقلي وقلبي تتحمل عذاب من في القبور، تقتلني كضحية وقعت بين أيدي مجرمين قذرين، تَبًّا عُدْ ولا تُباعِد، لقد تعبت من الفراق والألم، أختنق من نسمة هواءٍ عابرة، إنها كنارٍ تدخل رئتاي، أتفتّل في الطرقات وبين المباني التي كنا نمشي بها، تعانقني وسطها بين السّوقة المتمعنين لنا، تنهار دمعاتي كشلّالاتٍ وفوقها مطر غزير، تجلس في عقلي المنهك بالتّفكير بك، أسرت نفسكَ بي لكن أشعر أنّني الأسيرة، تتمردغ بشريط ذكرياتي، أتعلم أنني أعيش به ومنه!

أحيا بمواقفنا وأيامنا وليالينا، أُرجِع الزمن وأدفنُ نفسي به، تحتلّ واقعي وتستعيره لواقعك الأسود بين شظايا أخيلتك، أتتوّقُ شوقاً لسماع كلماتكَ كما سمعتها يوم لقائنا، أموت حسرةً على كل ليلة غفيت بها ولم أكلمك، على الأيام الّتي لم أقابلك بها وعلى كلّ حدثٍ مرّ بي ولم أشاركك بهِ، أيا بلسمي، ألن نلتقي ثانية ويعود عهدنا كما سبق،بَلْ سُمّي.

أتعلم أن الأنان يخرج من أعماقي بدون صوتٍ كطفلٍ يريد البكاء لكن إن فعلها فسيحرم من اللّهو مع رفاقه، أجل، أريد البكاء وبشدّة لكن أخاف أن تحسبني ضعيفةً لا تستطيع الصّبر فهي لا تستحقّك فأُبقي عيوني كابتة لا باكية، أشعر بالطّوى لكلّ ما يخصّك وكلّ ما بك، أريد أن أوسن بين أضلاعك وأذهب إلى عالميَ السّابع معك، مَرّر يديك على آثار جروحي فهي لن تزول إلا بلمساتك، أنر عتمتي فأنت نورها وأخرجني من اليأس والكتمان فأنت منقذ غرقي، أبعدني عن طرف الهاوية فأنا أكاد أن أسقط منها،كُن لي فأنت حلمي وجزء لا يتجزّئ من أجزاء شغف وهمي، أيا إدماني وهيام عشقي، عانقني واجعل طريقي سهلاً، فهل مستحيلا!

 أنا لا أحبك الآن بل أعشقك كلّ يوم، فصاحبني وأسقط الصّاد صدقاً لقلمي الأزرق والميم باء لكَ وحدك، مَرحباً بِك، ومُرَّ حُبًّا بي.

 "بيقولوا الصدفة بتجمع، ياريت الصدفة تجمعنا".💙

"شهد إياد شويات"



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *