الوحده المؤلمه
تأتي على المرءِ أيامٌ عِجاف ، يشعُر فيها بكلِّ ما تحملهُ كلمةُ "الوحدة" من معنًى ، لا صديقٌ يؤنِسه ولا حبيبٌ يُلقي أمامهُ أثقال يومه، ينامُ لساعاتٍ ولا يأبهُ أحدهم أو يشعُرُ بغيابه حتى .
وعلى الرغم من كلِّ هذا يضحكُ في وجوه جميع المارّة ، وإن همَّ أحدهم بسؤالهِ عن حاله يُجيبُ بيسرها مع أنَّ السواد الذي يقبعُ أسفلَ جفنيه يفضحُ جميع معاركه الداخلية.
وإن أظهرَ بعضًا منها قد يكتفي بكلمةٍ واحدة وهو بالكاد يقوى على المشي ، لم يعتد الصمت لأنّهُ يحبُّه، كلُّ ما في الأمر أنَّهُ لم يجد ذاك الشخص الذي يفهمه من نظرة فآثر الصمت.
الغريبُ في الأمر أن هذا الشخص عندما يُسئل عن أمرٍ سخيف يغدو كفرنٍ يتقّدُ نارًا فقد وجد منفذًا لفيض شعوره الذي كتمه فيُلامُ على عصبيته وهو بريءٌ منها .من الطبيعيّ لديهم أن تنهار أعصابهُ أو أن يبقى شارد الذهن وعندما لا يستطيع التركيز في أمرٍ ساذجٍ من أموره ينالون منه بشتّى الجملِ المؤذية للسمع .
من الطبيعيّ ألا يسألهُ أحدهم عن سبب برود أعصابه واختلاف حاله ويلام فوقها على تفضيله وحدته على الجلوس مع باقي أقرانه .
يرى أحلامه تتبخّرُ أمامه دون أن يقوى على فعل أيّ شيء . فقك يحتضنُ وسادته باكيًا متحسّرًا ولا يجدُ إلا النوم ليمنّي نفسه به . فينام من تعب البماء وفيض الشعور ليقوم في صباح اليوم التالي ليعاود الشعور بما مضى عليه مجدَّدًا .
لكنّه ذكيٌّ جدًا فلن ينهار أو يُبانَ ضعفه أمام أحدٍ أبدًا . جلُّ ما في الأمر أنَّهُ يؤمن بأن الوقت المناسب سيأتي ويلملم شتات أفكاره . الوقت سيمر والعسر ينقضي كل ما في الأمر سينتظر وقته المناسب.
#أحمد_القلقيلي💗
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق