آخر المواضيع

الاثنين، 14 ديسمبر 2020

تبرم، انحلال، اغتمام/بقلم: نغم علاء الدين كناني

 تَبَرُّم، انْحِلَال، اغْتِمَام 

أَصبَحتُ مُتَبَرِّم القَلبِ مِنْ بعدَ رحيلكَ، ألستَ مِن عَاهَدَنِي بِالبَقَاءِ!! أينَ أنتَ فَالقلب مِن بعدكَ احتصنهُ الجَزَع، لِمَاذَا أُحِبَّك الكَفَن أَكثَر مِنِّي و سَلَبَك مِنْ بَيْنِ أرجائي، ذهبتَ إلَى الضَّرِيح و أَخَذَتَ رُوحِي مَعَكَ فَوَالله مَا عُدتُ أُطِيق حَياتي مِن بعدكَ، كَيف حالكَ أأنتَ بخيرٍ بَينَ دَيجُور الضَّرِيح ! ؟ أَعلَم أنَّكَ لستَ بخيرٍ و أَن دُمُوعِي تحرقُكَ لكنَّ و الله القلبُ أصبحَ مِنْ بَعدِك رَمَاد، كَيف لِي أَنْ أَبدَأَ صَبَاحِي بدونكَ ! ! 


زقَاق قلبي أَصبَحَ مُتَرَاكِمٌ بِالعَثَرَاتِ أينَ أَنْت لتزرعَه بِالْوِرْد؟ أَقْسَم لكَ أَنَّ لَوعَةَ قَلبِي عزمتْ على قَتلي فَأَنَا بدونكَ كسَمَكَةِ دُونَ مَاءِ، حَتَّى الانحِلَال أصبحَ شَرِيك لِي فشبحكَ مَرَافِق لِي فِي كُلِّ الْأَوْقَاتِ وَكُلّ الأزمَان الستَ مَنْ كَانَ لَا يَنَام إلَّا مَا يَطمَئِنَّ عليّ؟ 


أَوَدّ أَن أخبركَ بِوَضعِي الحَثِيث دونكَ حُجْرَتِي أَصبَحت مُكَوَّنَة مِنْ الدُّجَى فَلَا أَسمَع بِهَا إلَّا صَوت عَوِيل قَلبي دونكَ، أَنَا لَست بخيرٍ أَنَا بدونك كَطِفلّ أَصَمّ أُغلِقتْ النَّوافِذ عَلَى يَدِهِ، كُنتَ لِي أَم و الآن أَصْبَحتُ يَتِيمَة فقدتُ حنانكَ اشتقتُ لتضعَ يداكَ على ظفيرتي و تُخبِرُنِي بِأَنَّ كُلَّ شَيءٍ سيزولُ. 


اشتَقْت لِأَنّ تَمْسَح دمعتي المَرسُومَة عَلَى وَجنَتَي بيداكَ اشتَقت لمبسمكَ الَّذِي كَانَ يُعِيد لِي صِبَاي، وردتكَ قَد ذَبُلَت دُون اهتِمَامَك عَزَمْت جَمِيع العَنَاقِيد أَن تَروِيهَا و تَذهَب بظمأها، أَمَّا ظفيرتي فَقَد تَحَوَّلَتْ إلَى شِيب أَبيَض و الشَّوك يَخرُجُ مِنهَا ودمعتي لَا تَقِفُ عَن النزيفِ أرجوكَ عُد لي فَقَلبي بِرِقَة كَفِي لَا يَستَطِيعُ التَّحَمُّل، فالأغتمام أَصبَحَ يُكَملني و الهلع جُزء مِنِّي ذَهَبتُ إِلى الشَّاطِئ لَرُبَّمَا استَنْشَقَ الهَواءَ فأخدتُ شهيقا فَاحتَرَق الفُؤَاد و أَخرجت زفيرًا ليخرجَ لَظَى يَحْتَلّ أعيُني بِالسَّوَاد، شياع جثمانكَ فاجعتي و اغتمامي الأزَلِيّ . 


زقَاق منزلكَ الَّذِي كَانَ يُشْبِهُ الرِّيَاض قد ذبلَ وَمَا عَاد يتورق مُنْذ لَمْ تُشْرِعْ طَرِيقَه، احتضنتُ ملابسكَ لعلَّ أَجِد رَاحَة لَكِن أَيْقَنْت أَن الرَّاحَة بوجودكَ، ذَلِكَ الْعَقْدِ الَّذِي اهديتني إيَّاه لَتُخبِرَنِّي بِأَنَّنِي عَالَمِكَ، فعالمك اليَومَ قَد غزى عليهِ الاغتِمَام و أصبحَ جُثَّة هَامِدَة بدونكَ، حَبل رسائلكَ التَفّ حَول عُنُقِي، فَالفَرَح غادرَ قلبِي مَع سُقُوطِ المَطَر، و الترح تَأَوَّه قلبِي مَع سقوط المَطَر عليه، و السَّقَم صدعَ جَسَدِي و انتهشهُ، فالروح بدونك تَنُوح ، وَالقلب بدونكَ تَلَوع، أحبكَ بِحَجمِ مَرَارَة و قَسَاوَة حَيَاتِي بدونك. 


بقلم نغم علاء الدين كناني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *