إقرارٌ بالعواطِفِ
جِئتُكَ اليومَ و كُلّي شتاتٌ لِتُرتِبني و تُلملم شظايا الحَربِ التي شُنَّتْ داخلي و تحتضنها بِرِفقٍ و حُبٍ، لِتكونَ لها طمأنينة الأيامِ، أجملَ عطايا الرحمنِ و لُطفَ القدرِ، أتعلمُ معنى أن آتي لكَ حاملةً قلبي بينَ أذرُعي لأهديك إياهُ تعبيرًا عن الامتِنانِ و الحبِّ؟ أما لمحتَ الهوى أسيرَ عيونها مُتلألئًا كضوء القمرِ في عتمةٍ حالِكةٍ؟ ألم ترَّ تَخَبُطَها و إرتِباكَها عندَ ذكر اسمِكَ أو سماعِ صوتكَ؟
لطالما كانَ مُنايَ أنْ تُقابِلَ عِشقي بِحُبٍ يُضاهيهِ أو يُضاهي بضعًا منّهُ، فَحُبّي لكَ أكثرُ مما تَظنُ، أعمقُ مما ترى و أعظمُ مما يخيلُ إلى بالِكَ دومًا، هائمةٌ بكَ و كأَنَّ الحُبَّ لم يُخلق لسواكَ فسبحانَ من سواكَ و ألهمني حُبّكَ، يزدادُ هوايَ رويدًا رويدًا بمرورِ الأيامِ، ففي كُلِّ دقيقةٍ تَمُرُ أكتسبُ عواطفَ جديدةً تجاهَكَ، و من فَرطِ تعلقي بكَ بتُّ بينَ الزُحامِ تائهًا حائرًا لا أرى أحدًا سواكِ، عمىً أصابَ عيني و قلبي فما عُدتُ أرى في الناسِ شخصًا غيركِ، أَيُعقلُ أن يصلَ الإنسانُ إلى هذهِ الحالةِ بسببِ سهمِ العِشقِ الذي أصابَ فؤادهُ؟ أيُعقلُ أنْ يَصُبَ الهيامُ على جَنانهِ فلا يستطيعُ التفكيرَ بأحدٍ سوى ساكِنِ القلبِ و وحيدِ الروحِ؟
جِئتُكَ و لم تَصُدَّني، بل قابلتَ شغفي بعطفٍ و حنانٍ و قُمتَ باحتوائِهِ كأمٍ تحتضنُ طفلها بعد غيابٍ طويلِ الأمدِ، ضممتَ هذا الحُبَّ إلى صدرِكَ و أخفيتَهُ بعيدًا عن أنظارِ الجميعِ، و قُمتَ برعايتِه و بنائهِ إلى أنْ صار متينًا غليظًا يَصعُب هدمُهُ أو كسرهُ أو إحناءَهُ، و التوى قلبي تجاهَ قلبكَ فباتَ قلبينا واحدًا و جسدينا اثنينِ، بتُ مِنكَ و إليكَ أنتمي و بتَ عالمي، ملجأي و مَفري من صفعاتِ الدَهرِ الموجعةِ.
دعوتُ اللهَ دائمًا أن يرزقني خيرًا يتعجبُ منهُ العالمينَ، فرزقني إياكَ، حمدًا للهِ على وجودكَ و حُبِّك، اليومَ و الغد و ما بعد الغدِ و إلى الأبد فما خالَ إلى بالي يومًا أنْ أقضيَ ساعاتٍ قليلةً من عُمري دونَكَ يا رفيقَ القلبِ و الدربِ، يا وحيدَ الوجدانِ و يا أعظمَ هدايا القدرِ.
الآء عبد الجبار كايد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق