فلتعلمي يا نفس:
أن الظلام حولك، ما هو إلا تزاحمٌ لرقاقات الضوء..
وإن النوازع داخلك، ماهي إلا انتصاراتٌ من ألَم... ألَمت بك.. فلمَِمتي بها، وإحتويتيها بمجدٍ وفخر...
أينعتُ الأرضُ وأخضّرتْ.. َتأنقتْ بثوبِ الربيع وتجمّلت... ونما الزرعُ لِما قد بَذَرت... و فراشةُ الأملِ تحطُ على بتلات ٍ قد تفتحت..
سنرى العالم برؤيا لاطياف سبعه..
تنشرُ الفرح لثنايات الروحِ المُتعبه..
تغرسُ روح النهوضِ لنفسٍ مُرهقه...
وما الزهر الا عطرٌ يبخُِ على محاولاتِ النجاح المُترعه.
كلما إتجهت نحوك يا نفس، كلما تتسعُ الكون بأكمله، السماءُ برُمتها لا تحتوي خيباتِ الأمس، ولا صفعاتِ الحاضرِ، المشاغبِ لمستقبل..
لا اعلم عنه الا خربشاتٍ من إنتظار..
أيتها الروح..
تعالي معأ نتسامر، سنرتقي بالصمت، ونكتب الحرفَ، واصفأ لما نُقابل، سنحاول شرحَ وتبسيط الأمر، ونُطلق العنانَ لفكرٍ تاه... وعقلٍ يُجاهد ويُفسر ما قد مَر...
سنفُك قيد الروح، وسنتجني ثمارَ البوح..
سنقتلُ المستحيل هذا وعد مني..
كن واثق الخطى واتبعني..
تنفّس بعمقِ الفرح ،وأبعد عنك كل ما أغضبك..
وكل أمْرٍ ألَم بك.. لا تُبالغ في حزنك عليه، ولا تتحسرْ لما فقدتُه بِسببه، ولا تتأسف لما ضاعَ منك، ولا تضيع ما بيديك...
الأمر ابسط مما اظن..
أفشي سِرّك، فقط لنفسك..
ولسراديبُ أمرك ما أعظمك...
ولكبح جماحك، مآ اقدرك..
هات يدي في يدك..
أشعلْ لي فتيلَ عقلك..
سنُفكر سوياً ما أعجلك..
سأُبدِدُ ظلامكَ فاتبع ظلي، فلن أُغرِقك..
ولن اتخلى عنك، سأكون سندك...
هل تستطيع حل مُشكلتك؟ إن قلت نعم، لم تعد هناك مشكله.. وإن قلتَ لا، فهذه هي المشكله.
سننظر للأمر من كل الزوايا، بعين الناظر، لا عين الحاضر....
لتجد نفسك تضخم الواقع، وتعطيه حجمأ ليس انت له صانع،
بَسطّ الأمر، وسد الخلل، اليقين بأن الله هو القادر..
وما التخاذلُ الا من وَهِنْ التواصل، فأجعل يقينك بربكَ، هو من يُنصف الميزان..
فالعقل يُدرك، والقلبُ ينبض، والفكر يُترجم، والجسد يُفسر!
لاتندم على ما فات! فما قد ذَهبْ ذهب، لو كان فضة او ذهب..
انظر الحاضر، واستفتي قلبك، أنتَ الحاكم لأمرك.. قرر هل ستسعد به؟ أم ستدميه حزنأ يُرثيه! لكنك ستكون الخاسر لو ما سرقت لحظه الفرح والسعاده...
انظر للمستقبل، هل انت له مُنازل؟ فاجعل المحاولات لك بين النجوم منازل!...
وإياك عن حُلمك يوما ان تتنازل..
إختلاف وجهاتِ النظر، لا يفسد للود قضيه، فرب رأيٍ أنار دربأ كنت عنه مغشيأ.
إقتحمْ سُلمَ الأمنيات، درجة، درجة.. فالتحقيق يُرافق الوجد خفقةً.. خفقه.
لا لومٌ على ما فات، ولا تَحسّر..
أنت للنهوض اكبر، واكبر من اي خيبة عَظُمَت، وعلى الجراحِ رَقصت ْ... رقصة الأُسود بتمختُر.
أنتَ صاحبُ السياده، ولك دومأ الرِياده، فاتبع حدْسِك، ومَرِر الإشاره.. ضوءٌ أخضر لأجمل عباره...
أنت رمز السلامه ومركز القياده.
وإعلم... أن الصراع بين النفس، بنوازع ٍشتى، كفيلةٌ بحسم نتائج المعركه، فأما نصر مؤزر، وأما هزيمةَ تتبعثر..
أما ان تُقاتل لتنتصر..
أو تبكي قصراً تردم،
هل تستسلِم؟ الخيار بيدك، أنت المالك لكل أمرك..
فأنظر إلى تجاعيد صبرك، وصراع هواجسك، ونوازع صدّك، إحزم أمرك، وخذ قرارك، هل ستُكمل ُدربك، أم تموت بأرضك...
القاتل في الداخل، والهشاشةُ في الروح، والضعفُ فيكَ مُتلازم، فأقمْ على نفسكَ مراسيم ُالجنازه، وتَحضّرّ للشهاده، هل ترضى الخساره؟
هات يدك.....
قلت لك، لن اتخلى عنك، أنت قوي يا صديقي فلا تتخاذل، وانت جبّارٌ، فلا تتهاون..
وانت جملود فلا تتكاسل ....
والعقلُ مستوطنٌ كل الزوايا، والقلبُ متربعٌ على الحنايا..
كلانا سنقاتل... لن نجعل للحزنِ على قلوبنا منازل..
وسنُطلقُ الرصاصَ المستحيل وكل القنابل، لن نرضى بالتهاون... ولا بالذل، ولا الجبن في حياتنا سنبقى له نُناضِل.
هات يدك... سنُرمِمُ ما تهّدم..
سننشِلُ ما ترَدّم.
في قاموس الحياه.. لا موتٌ مع المحاوله..
في مُعجم البقاء... لا فُرصة للسقوط..
في قانون النجاح.. لا مكان للخذل...
سنتجاوز ما سبق..
سلامكُ الداخلى أروع انتصار.. مأمن ٌ، وأمن ٌ، حين إنتظار...
هدوءٌ حين ثورة اعتبار!...
ورقصٌٌ على أسيافِ إحتضار...
يقينٌ حين زعزعه..
وزعزعة حين ثبات..
وثباتٌ تَمّلك الروح َ حتى الممات...
منتهى ابراهيم عطيات / الأردن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق