آخر المواضيع

الجمعة، 21 مايو 2021

ضٌمّ الذكرى التي جمعتنا / الكاتبة: الآء عبد الجبار كايد

 ضٌمّ الذكرى التي جمعتنا

تخيل يا صديقي أنّي سأرحلُ في الغدِ القريبِ و سينتهي وجودي، لن يعودَ لي مكانٌ هُنا بينكم، سترتحلُ روحي إلى مُستقرٍ جديدٍ في السماواتِ العُلى، أما جسدي فسيتخذُ من التُرابِ منزلاً يأويهِ إلى يومٍ تقومُ فيهِ الساعةُ، تخيل أنّك ستستيقظُ ذاتَ يومٍ لترسلَ إليّ بضعًا من الحُروفِ المصفوفة بجانبِ بعضها البعضِ مُكونةً رسالةً محتواها عتابٌ ممزوجٌ بالحنينِ و الجوى إلى الذكريات التي جمعتنا، ستلومني على رحيلي المُفاجىءِ ذاكَ و ستعاتبي لعدم وفائي بعهدي و البقاءِ برفقتكَ إلى الأبد، ستنتهي من إرسالِ تلكَ الرسائل النصيةِ و ستنهارُ باكيًا لأنّك على درايةٍ  تامةٍ بأنّ حُروفكَ تلكَ لن تمرَ أمام نظري ولا للحظةٍ، سَتُراودكَ لحظاتُ ضعفٍ و انهزامٍ لكونكَ وحيدًا الآن دونَ رفيقكَ الذي كُنتَ تتباهى بهِ أمامَ العالمينَ.

 ستمرُ الساعاتُ و الأيامُ و ستعتادُ على حياتكَ دونَ وجودي، ستصبحُ ذكرايَ مجردَ كتابٍ مُهترىءٍ على رفوفِ قلبكَ القديمةِ حيثُ لا يصلُها أحدٌ هناك و لا تمر بها انت صدفةً حتى، ستتلاشى ذكرياتي من مُخيلتك رويدًا رويدًا، ستكونُ صداقاتٍ جديدةٍ، وأنا سأبقى في قوافلِ الذكرياتِ، حيثُ تذكرني في تاريخِ ميلادي و وفاتي، ستنجو من طيفي الذي لازمك بعد رحيلي، ستنساني و كأني ما كُنتُ يومًا، إلى أن يجيءَ يومٌ و ترحلَ عمّن رافقتهم و تأتي إليّ روحك لترافقني مجددًا، أما جسدك فسيدفنُ في ذاتِ التربةِ التي وضعتُ أسفلها قبل حينٍ من الدهرِ.

رجائي منكَ يا عزيزي، أن تضمني في دعائك و تنير لي عتمةَ وحدتي بعد رحيلي، تذكرني دائمًا و ذكّر الناسَ بي، فأنا لا اقوى على البقاءِ وحيدًا وسطَ الظلامِ و في ضيقِ القبرِ.

الآء عبد الجبار كايد




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *