أكون أو أكون:
بينَ ظِلالِ عالَمي الثَّمين ...
أفرشُ من ترنُّمَاتِ أمواجِ الحياةِ المحيطةِ بِي عواطِفَ مُفعَمَةً بالصَّمت، وأخلقُ مِن مَشاعِري أجنحةً أُطارِدُ بها عُمري الذي لا يَنتَظِر، لأُنير بكِلتَا يديَّ ما أخمدَتهُ الأيّام، كساحِرةٍ خلعَت جُمُودَ السِّنين، لتَرتَدي ارتياحَ النُّورِ بَيْن يَديها، لتُضيءَ بِه ريبَة العيشِ وشقوق الصّبر.
فقد عَلَّمتُ نفسي أن أُحِيطَها بزُخرِ الأمَل وأدَعها تُسابقُ ليَلها معَ احتمالاتٍ كثيفةٍ بِجمالِ نَكهاتٍ قادِمةٍ على هيئةِ رذاذٍ يُمطر نَبضًًا في المستقبل.
عَلَّمتُها أَن تلتَقِط من سِمَة الظَّلام سعادةً تخونُ بِها الحُزنَ والمَلل، وَمِن الرِّفقِ معالِمٌ بنكهةِ اليَاسمين، واستقرارٌ بلا هَوادَة.
وَأَن تتُوهَ عن ارتحَال غصَّاتِ اللَّيالي الباردَة، وعِناقَ تفاصيل حالاتها برصانَة، وكَأنّّها لم تتَأذّى!"
لقَد أقسَمتُ أنْ أحمِيَها،
وأحقِنَ فِي وَريدي حقولَ التَبَصُّر والتُؤَده لِتفُوح سيول الارتياحِ على معالِم وجهي.
لا يُرهِبني بُعد ...
ولا يُخيفُني فرَاق ...
فأنا أصُبُّ على نِعَال الحيَاةِ خليطًا منَ الأناةِ والطَمأنينَةٍ،
وعلى سُكون الرّواق بترتُ سهامَ اليأس الغارقةِ في الوجود،
فإمَّا أن أكونَ، أو أكون،
فلا مُتَّسعَ لليَأسِ في جَوفِي.
بقلم: دعاء كوكي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق