آخر المواضيع

الأربعاء، 18 مايو 2022

رسالة حبٍ و اعتذار / الكاتبة: آلاء عبد الجبار كايد

 رسالة حبٍ و اعتذار

أهلاً بكِ جميلتي يا ذاتَ المبسمِ اللطيفِ، اتمنى أن تكوني بخيرٍ كما عهدتك سابقًا، اتمنى أن يكون حالكِ الأفضلَ دائمًا، مرّ وقتٌ طويلٌ على آخرِ حديثٍ دار بيننا، اشتقتُ لكِ كثيرًا، لا زلتُ أحدّثكِ كُلّ يومٍ دونَ علمك و دون علم عقلي، لا زالَ قلبي يحتفظُ بكِ، بصورةِ لكِ كشيءٍ لطيفٍ للذكرى، لا يزالُ صدى صوتكِ مُرافقًا لي في كُلّ حينٍ، لازلتِ ساكنةَ الفؤادِ بالرغم من رحيلكِ.

أحببتكِ كثيرًا و للأسف لم يكن حصاد هذا الحبِ مُثمرًا، انتهت حكايتنا قبل أن تتم، أنتهى وجودنا دونَ أن أدركَ هذا و يا لحزني على الحال الذي وصلنا إليهِ، آسفٌ لنا على الأسى الذي أصابنا بعد الكثير من السعادة، وآملُ أن نعودَ يومًا دون أن نفترق.

أأحببتكِ حقًا؟

أنا لم أحبكِ يومًا، بل كُنتُ عاشقًا، شغوفًا بكِ، لدرجةِ أنّي أذكرُ تفاصيل كُلّ حديثٍ و موقفٍ جمعني بكِ، اذكرُ لقائنا الأول و كأنّه كان يوم أمس، أذكرُ سترتكِ السوداء التي ارتديتها حينها، كانت لائقةً بكِ تمامًا و كأنها صنعت لأجلكِ، اذكر كيف حدّثتني عن أنّ الأسودَ لونكِ المفضل و كم تعانينَ من الأرقِ في الآونةِ الأخيرةِ و أن أقصى طموحاتك هي إسعاد الناس، كُنتِ كالطفلة، و لربما كالملاك، بريئةٌ، لطيفةٌ و مُبهجةٌ، ولا زلتِ كما التقيتكِ اول مرة، تلك الفتاةُ التي تواجهُ الجميعَ بحبٍ و اندفاعٍ كالفراشةِ و كأنّ الكونَ بإسرهِ ربيعٌ لها.

ولكن لا أستطيعُ تذكر كُل تفاصيلِ الكلام بيننا، فأنا سهوتُ عن حديثك قليلاً و بات تركيزي بأكملهِ على عينيكِ و ابتسامتكِ، يا لكِ من فاتنةٍ حقًا، لا بُدّ أنّي سُحِرتُ بكِ، حتى بتُ أهرب إلى صوركِ كُلّما أصابني وجمٌ، فأرى ابتسامتكِ الملائكيةَ تلكَ فيطيب خاطري و تبتهجُ روحي، و كلّما وددت معرفةَ ماهية الشعور الذي داخلك، لم الجأ لسؤالك عن حالك أو عمّا أصابكِ، بل كُنتُ أتأملُ عينيكِ و أتحسسُ بريقها، فإن كانَ باهتًا أدركتُ حزنكِ، و انْ كانتْ لامعةً كما اعتدتُ عليها أدركتُ سعادتك التي أدعو الله بإبقائها، و إن أصابكِ حزنٌ يومًا أتمنى أن يجعل اللهُ من قلبي مستقرًا له، فأنا أقوى على انكساري و أضعفُ و أهزم امامَ تعاستك.

و في النهايةِ أوّدُ إخباركِ بأنّ حُبّي لكِ لم يتناقص في البُعدِ، بل كنت أحبّكَ مرّةً أخرى، كُلّ صباحٍ، كُلّما استيقظتُ و رأيتُ النورَ استذكرتكِ و دعوتَ الله بأن يجمعنا معًا و أن يجعل من قربي لكِ موطنًا و أمانًا، دعوتُ أن يكونَ انفصالنا مجردَ كابوسٍ ينتهي، فأنا و بالرُغم من كُل الظروفِ المحيطةِ أحبكِ، ولا أريدُ إنتهاء حكايتنا كما نريدُ نحن أو كمّا يريدُ البعض، اتمنى دوامها إلى حينِ انتهاءِ أجلنا، و أتمنى أن أرحلَ من هذهِ الدنيا قبلك، فأنا حقًا يصعبُ عليّ كثيرًا أن أتخيل يومًا في الحياةِ دونكِ.

أعتذرُ منكِ على أيّ سوءٍ بدرَ مني تجاهكِ، فأنا لا اقصدُ إحزانكِ و إيذائك، أتمنى أن تقبلي اعتذاري و أن تكوني بخيرٍ يا ملاكي اللطيف، و أتمنى أن نعودَ سويًا فأنا أحبكِ كأول مرةٍ، كأول لقاء، بذاتِ الشعورِ و البهجةِ، و أدركتُ تمامًا بأنكِ لستِ شعورًا عابرًا، بل شعورًا استوطن قلبي دونَ رحيلٍ.

آلاء عبد الجبار كايد





ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *