آخر المواضيع

الأربعاء، 27 أبريل 2022

الشوارع الحزينة/ الكاتبة: سلمى بواعنة

 الشوارع الحزينة

تناولت كأس من الشاي الساخن اللذيذ في هذا المساء وبعدها خرجت للتجول وإستنشاق الهواء مثل كل ليلة ولكن اتخذت قراري بأن أغير مساري هذه المرة وأتجول في حي آخر،"حي شعبي" ، وانا أسير كنت أفكر طوال الطريق ماذا سأرى في ذاك الحي الشعبي فانا سأراه أول مرة في الليل "الفرق بين الليل والنهار: أن الليل يظهر ما لم يظهره النهار" ، يظهر:

صبي يجلس على الرصيف واضع رأسه بين رجليه يريد فقط قرش يشتري به لقمة طعام، مجموعة شباب يجتمعون ليلا سرية خوفا من البشر فهل في الليل سيتحقق مرادهم؟، فتاة صغيرة خائفة من الرجوع إلى المنزل خوفا من زوج أمها لأنها لم تجمع المال المطلوب ، شابة في العشرين من عمرها من أجل المال مستعدة بأن تتخلى عن جسدها فهل إنتهت جميع حلول الأرض للحصول على لقمة العيش بأن تصل إلى ذلك الحل؟! ، عامل النظافة النائم على حافة السيارة ويحمل بيده عصاة المكنسة ويقول هذا عملي ، عندما يجد عمل يجعله ينام مع عائلته في الليل سيرفضه لأن ذاك عمله؟ ، شابان يضحكان بصوت عال ويدخنان "سيجارة" ويحملان أنبوبان من الكحول فهل بهذه الطريقة ينسان أنهما في هذه الحياة؟ ، رجل يضرب إبنته أو يقتلها فقط لأنها قالت له انا أريد الحرية، الحائط مهتري وكأن هناك من يحفر به دوما ، حياة حزينة ملأها حزن الحروب وهواء أسود ملأه دخان الحزن والموت والخوف والبكاء ، أصبح الجميع خائف حتى من الكلام ، الخوف أصبح مرادف لنا في جميع الأوقات

الخوف من التعرض للتحرش،الخوف من حادث ينهي الحياة، الخوف من نتائج تحاليل طبية ، الخوف من كلام ونظرات الناس ، الخوف من الحسد،الخوف من الزوج، الخوف من الأخ ، الخوف من الليل، الخوف من فقد العمل، الخوف من نتائج الإختبارات ، الخوف من الكلاب الهاربة، الخوف من الحب ، الإشتياق،الدراسة،إلخ....

عندما نتعرض لأحد هذه الأشياء أول جملة نقولها "اخفض صوتك ولا تقل شيء أمام الناس" ، فنحن دوما نخاف من كلام الناس وكأنهم والعياذ بالله هم من بيدهم إنهاء حياتنا أو مسيرها، شابة تتعرض للضغط من عائلتها طوال حياتها فتتجرأ للخروج من هذا الحال بفعل خاطئ لم يكن بإرادتها، أم تتخلى عن أولادها من أجل الحرية بكلمة الطلاق فلم تفكر في تلك اللحظة سوا باستنشاق الهواء، رجل كبير في السن يريد أن يعيش حياته بما تبقى معه من المال فيتزوج شابة تصغره بثلاثين عام ويقول "انا رجل ويحق لي" فينهي حياتها بتوقيع منه على ورقة الزواج ويقبض والدها ثمن حياتها، يا لها من حياة مؤسفة أصبحت أتفه الأشياء تسعدنا بعدما كنا نستهزء بها ، أصبحت تزعجنا وتسعدنا وتحزننا تنبؤات المنجمين ونسينا بأن حياتنا بيد الله، أصبحنا نخاف الخروج من المنزل فقط لنبقى بهدوئنا وحالنا ، أصبح ثمن حياة البعض موت ودماء البعض .

الكاتبة: سلمى بواعنة







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *