من هي حواء..؟
من هي حور العين..؟
من هي المرأة..؟
حواء الجميلة، مصدر الحب و الدفء و الأمان و الحنان هي أم لكل طفل هي أم لرجل هي روح لروح، أمل لحياه، هي نجاح مستمر...
ماذا فعلوا بك يا حواء، لماذا تشوهت ملامحك فأصبحت مختلطة بدماء حمراء، لماذا كل هذا التشوه ، جروح مستمر ، من فعلو بكِ هكذا..؟
لا يعلموا أن كل عقل الرجل لا يساوي عاطفة من عواطف المرأة، المرأة ترى في الرجل بطلاً قبل الزواج و أسيرا بعد الزواج، ترى الرجل الأمان لقلبها و سند لها ، و تقول المرأة عن رجل بأنه فارس أحلامها وسند لها ، ولا يعملوا أن على قدر حب المرأة يكون انتقامها, وعلى قدر غباء المرأة يكون سقوطها
فلا يعلموا أيضا من نحن..؟
نحن نساء اختلطت فينا هوية رجل ، لا نفرق بين كلانا واحد بشنب و آخر بشرف ، نحن نساء أقوياء بذلنا قصارى جهدنا لتصحيح أسمائنا في مجتمعنا، لنتحرر من بعض العادات و التقاليد ( المتخلفة ) التي أسرت حريتنا، نحن نساء احرار.
كيف للمرأة في سن العشرون أن تكون مجرمة ، كيف لفتاة مراهقة أن تسلب حقوقها لفكرة لا مكان للمرأة في المجتمع، جعلونا مثل الخدم ،مثل طائر مكسور الجناح ،مثل الحبر الجاف، مثل الورود الذابلة ، مثل الأيتام الذين يلتمسون المأوى مثل الأطفال الذين يبحثون عن الحب و الدفء والأمان ،الأغنياء الذين يبحثون عن السعادة.
الله سبحانه و تعالى قال:
" لا تكرهوا البنات فإنهن المؤنسات، الغاليات "
بأي عدل قتلتها، بأي قانون حرقتها ،باي قانون أجرمت بها ،لا تحبون العدل ولا أن يرتفع شان المرأة في المجتمع، تريد فقط أن تجعلوا منها إنسانه فاشلة بلا قوى و رأي ،أن تسلب كل ما تحتاجه منها، أن تجعلها تحت الأقدام، هي من جعلت منك سيدا وحبيبا لها و عندما عم الحياء ضاعت حقوق النساء، عندما حكمة ع الرجل بالحرية لقتله فتاة بحكم الشرف ، ضاعت حقوق المرأة وحقوق النساء، حتى حقوق الأطفال.
بئس العادات والتقاليد التي دمرت طفولتنا، كم أنتو رجال
بلا رحمه ، ما ذنب طفلة تقتل من قبلك بسب عمل لم تقترف ، ضاعت الرحمة في قلوب الرجال ،أصبحت حواء هي الفريسة والضحية، لم نجد مكان لرحمه، أصبحنا نسير في الطرقات بكل خوف ،لا يوجد أمان، لا يوجد عدل .
المرأة تدرك في دقيقة.. ما لا يدركه الرجل في حياته كلها ، في تلكه اللحظة التي سوف يتم قتلك فيها أو الاعتداء عليكِ ،لن تحميك الشرطة ولا حقوق الإنسان والمرأة ولا العادات والتقاليد ولا القبائل، لن يفعلوا شي لك، لن تستطيعي أن تتصلي في احد ،ستبقين واقفة ،لن تتكلمي بحرف سينظر لكي الناس بكل برود ،قتلت في دم بارد، وفي اللحظة التي تقتلي فيها ،سوف يصرخ الناس ماتت مقتوله، سيأتي أصحاب المواقع التواصل الاجتماعي ليلتقط لكي صورة أو فيديو، ليتم نشرة في صفحاتهم الخاصة، ليحصل ع عدد من ( Likes )، سيقول أين حقوق النساء، سيقومون جنازة كبيرة سيأتي أشخاص من كل أحياء المدينة ويذهب الجميع بكل برود ، سوف تأتي الشرطة لتقل ( ماذا ماذا حصل ) سينظر الناس بكل مأساة لك ،سوف يقولوا لشرطة قتلها دفاعا عن الشرف ، وسترى أن الشرطة غادرت ودفنت وراءها أرواحنا من النساء.
قتلوا أحلاما.... قتلوا طفولتنا.... قتلونا ببرود....
لا أحد يعلم كيف سنكون بعد هذه ، لا أحد يعلم كم كسرنا وكم تحطمنا، حتى الأحلام و الأماني تلاشت مثل الخيال، أصبحت مبتورة، لدرجة أننا لم نستطع التمسك فيها لفكرة لا وجود للأحلام ، لا يوجد عدل.
أصبحنا في سنه 2022 عالم التطور والتكنولوجيا، عالم الحرية، عالم خالي من القيود، لكن ماذا استفدنا من كل التطور ما دام العدل غير موجود ما دام عقولنا كما هي في عصر الجاهلية.
ضاع العدل وضاعت دماء النساء وضاع الإسلام والمسلمين ، أصبح الإسلام هو العدو للإنسان، ضاع الدين وعما الحياء والفتن وكثره القتلى.
اللّهم اجعلني والقارئ ممن قلت فيهم : "وسيق الذين اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا"
لأزال يوجد بعض الأمل، لنتعايش بفكرة لا مكان للمرأة، لربما يوجد ، تمسكنا فيها حتى مزقت ايدينا، تمزق كل شي معها،
لماذا حواء في طموح ..؟ لماذا حواء لا تفقد الأمل..؟
لماذا لماذا ، يراودني الكثير من الأسئلة وليس لدينا اي جواب لها، من نحن كي يتلاشى في لمح البصر ، أحلامنا و طماحاتنا و أمالنا ومستقبلنا
وفي نهاية المطاف نحن عابرون والدنيا ليست لنا، سنمضي يوماً تاركين خلفنا كل شيء، وتنتهي الدنيا في كل ظروفها بحزنها و فرحها ولن يدوم غير عملك الصالح، والقاتل سيقتل والناجي لن تدوم الدنيا له ، سيأخذ كل ذي حقة في الدنيا قبل الآخر،
و سوف تصبح الحياة ذات معنى حينما نجد شيئًا نكافح من أجله ونسعى بشغف للوصول إليه، سنحاول بكل ما وسعنا أن نكون شي أن نكون مكافحين ، أن نكون أشخاصًا تاركين بصمة حب وأمل للغد و تعلمِ أن تعيش حياتك وكأنك ستحيى أبداً، فلا يأس ولا هزيمة ولا مجال للانكسار وقاتل من أجل أن لا تنهزم و حارب اليأس فهو العدو الأول للإنسان، لا تترك نفسك فريسة لمخالب الرجل ، كل الناجحين اليوم لديهم تجارب سابقة يخفوها، تجارب خاضوها فنحن لم نرى سوى دماء نساء أقوياء .
ومن أكبر أخطائي أنني كنت أمرّ على لحظات الفرح مروراً عابراً، وأعيش الحزن بكل مشاعري ، أن أترك لقلبي الحزن والاكتئاب، أن أعيش منعزلة خائفة من الدنيا بما فيها من سلب لحقوق المرأة،
الكاتبة: أريج الرشايدة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق