_من أنتِ، من أي بلاد حملتي تلك العينين؟
انا أخر طائر لحقَ بأسراب الطيور المهاجرة، هاجرت بما تبقى لي من فُتات، وضبت قصائدي ونصوصي التي لم أجد لها نهايات سعيدة، ومخزون قهوتي التي كانت تواسيني في كُل مره، وبعض الذكريات التي أصبح أصحابها عابرين، ولم انسى شبح الوحدة الذي بات يُلاحقني أينما حللت،تركت هذه البلاد لكم،
هذة الأرض التي لم أخلق لها ولا حتى ليُدفن جسدي بين طيات تُرابها ،
حلقت كأمرأة حُرة خُلقت لتكون بين الطيور،
سمحت للغيوم بأن تلامس جروح خيباتي الرطبة،
رحلت من تلك المدينة التي احتجزت قلبي داخل جدران من الفولاذ وراهنت على انني لن استطيع الرحيل،
وها أنا الآن ألوح لها بالوداع الأبدي وانا اخرج من قوقعتها، الوح للجميع للأزهار التي كانت تواسيني وللأشجار التي احتوت ضجيج صمتي وهدوئي، والى نسمات الهواء التي كانت تداعب دموعي، ألوح للأطفال ولشوارع مدينتي المغبرة،ولأعمدت الأنارة التي لم تستطع ان تنير ظلمتها الحالكة،
ألقي نضرتي الأخيرة على تراب بلدي وكأن أيدي نسائهُ تلوح لي ولجناحي.
زهر الحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق