ضِلعُ آدم
لكن إن سَألتَها كَيفَ الحال ؟ سَتغرَقُ عُيونُها بالدُموعِ ويغرَقُ المَكان غَصَّةٌ وألفُ خِنجَرٍ في الفُؤاد، فيقَولُ بِحُرقَةٍ : هَمٌ أصابَني باتَ يَسري في عُروقي مُنذ الصِغَر ، أقِفُ كَسُنبُلةِ قَمحٍ في وسَطِ الحَقلِ يُحاصِرُني الضَجَر ويُحرِكني الرِيحُ كَما يَشاءُ ويقلَعُني مِن الجَذر ، سَهل المنال أنا وكُلَ السَهل لا قَرارٌ ولا رَأيٌ لي ، يَستَنزِفُونَني في كُل شَيء حَتى الحُبوبُ التي خَرجَت مِني سَرقوهَا عَسى أن يَستَفيدوا مِنها تَالي العمر ... آتِيها ليلًا باكِياً أَسكُبُ الدمعَ على الوَجْنَات أَنزِفُ دمًا مَليءٌ بِالنُتوئَات و أَنوحُ كُل لَيلةٍ كَأن عَزيزًا لي مات ، فتَضعُ يَدها المُرهَفةَ عليّ وتَقرَأُ المُعَوِذَات فَأهيمُ بِها وأخفِقُ بِثَبات فََتُكمل بِتَرتيلٍ بَعضًا من الآيات ، فَأسكُن بُرهةً وأهمِسُ لَها من سِواهَ يسمعُ المُناجاة من سِوى من بِيَدهِ مَلكوتُ السَماوَات.
الكاتبة: دعاء عماد الحاوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق