آخر المواضيع

الأحد، 23 يوليو 2023

ألفتهُ فور لقياه/ الكاتبة: الاء عبد الجبار كايد

 ألفتهُ فور لقياه

مألوفٌ، على غير العادةِ، كما لم يسبق من قبل.

التقيتهُ فألفتهُ فور لقياهُ، ويا لسهولة الأمرِ، أيعقلُ أن تألف روحي أحدهم لم تقابلهُ قبل هذه اللحظةِ؟ من هو هذا؟ و ما بالُ فؤادي هواهُ فور لقاه؟

لأولِ مرةٍ مُنذُ الأزلِ أشعرُ بطمأنينةِ الحُبّ، لامس هذا الشعور فؤادي فتسلل بين ثنايا روحي بخفةٍ و اتخذ من جوانبِ روحي مسكنًا يأويهِ و وطنًا يلجأ إليهِ حينما يشاءُ.

باتَ الآن لي ساكنًا، و تقع عليّ المسؤوليةُ بألا يصيب فؤادي حزنٌ فيتأذى هو، بتُ حريصةً تمامًا و على يقينٍ تامٍ بأنه يتوجبُ عليّ البقاءُ بخيرٍ ليس لأجلي، بل لأجلهِ.

وقعتُ في الحُبّ، وأنا أشدهم إدراكًا لمعنى الوقوعِ في الحُب، ظننتُ دائمًا أنّني لن أقع في شباكهِ لأنني أدركُ ماهيته، مداركهُ و عواقبه، لكنني دون وعي أحببتُ، على غفلةٍ سهوتُ و سقطتُ هنا و ما ان أدركتُ ما حلّ بي حاولتُ الإيابَ عن هذي الطرقِ الا أنّ هناكَ شيئًا ما داخلي يأبى الإياب و يُفضل البقاء هُنا مهما كلفهُ الأمرُ.

مربكٌ أمري، تلكَ الفتاةُ التي ترفضُ الحُبّ و تُنكرهُ، باتتَ إحدى العالقين بمتاهاتهِ، أيعقلُ أن أتخلى عن معتقداتي و أفكاري جمعًا لأجلِ شخصٍ لم يسبق لي اللقاءُ بهِ؟

لم هو؟ ماذا وجدتُ بهِ؟ ما الذي يميزهُ عن غيرهِ من الأشخاصِ؟ و هل يستحقُ المجازفة بالتخلي عن أفكاري و خوضِ دروبِ الحبّ مجهولةِ النهايةِ؟

أعتقدُ أنّهُ هو الذي بات قلبي يبحثُ عنه راكضًا طيلة السنين الماضية، هو ذا الذي رأيتهُ في مخيلتي و أحلامي دائمًا، لأنّ ملامحهُ تُطمئنُ الروحَ و تألفها العينُ ولأنّ ابتسامتهُ ساحرةٌ قادرةٌ على سلبِ فؤادي و تغيير كياني الذي لم يستطع أحدٌ مساسهُ.

ربما لأنّني وجدتُ بقربهِ طمأنينتي، تلك التي بحثتُ عنها مرارًا دون جدوى، و ربما لأنّني حينما التقيتهُ شعرتُ بالحُبّ يتسللُ داخل عروقي، شعرتُ بارتباكِ نبضاتي و لامسَ شيءٌ ما فؤادي، ربما كانت تلك أحاسيسَ لم يسبق لي أن أشعر بها.

أشعرُ بقربهِ كثيرًا، بالقربِ من أيسري، يسكنني و يُسكِنُ فؤادي، تألفهُ روحي على غير المُعتادِ، و أظنُ أنّه يستحق المجازفةَ التي ارتكبتها، فشخصٌ مثلهٌ يستحقُ أن أخوض لأجلهِ صعابَ الدروب و أشقاها، لأجد طمأنينتي السرمديةِ فور وصولي إلى نهايةِ هذا الطريقِ، لتهدأ روحي و تستقر حالما تجدُ الذي تألفهُ.

آلاء عبد الجبار كايد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *