لا شيء . .
لا شيء البتة . .
بدأت القصة بوشمٍ على عنق غريب ، وسيچارة هاڤانا بين شفتيه !!
أنتظرك منذ بداية الشتاء الماضي ، أطيل النظر في وجوه المارة ، أفتش عنك ، يا للسخافة !! لم أحظى يومها برؤية وجهك ، عن ماذا أبحث إذن ؟
صرتُ ارتدي اللون الأسود كل يومِ اثنين ، واحتسي الشاي بتلك النبتة التي لا أعرف اسمها ، في سبيل أعادةِ طقوس ذاك المساء البارد الدافىء بطريقة أعجزُ عن فهمها . . المساء الذي صادفتك فيه أول مرة. .
في المرة الثانية كُنت تتجول تحت المطر وتغني "ضحكنا معاً ، بكيناً معاً ، ربما تلك المشاعر البسيطة هي كل ما أملك" . . ، استحوذت على قلبي نبرة صوتك دون أن أدرك أنك هو . . ذاك الغريب الذي لم أحظى برؤية وجهه . .
قبل أيام وقفت أمامي بهيئتك كاملة ، بوجهك مع ندبةٍ تحت عينك اليُمنى. . كانت أجمل ندبة أراها في حياتي ، شعرت برغبة لمسها عدة مرات ، كان صوتك هذه المرة غير حقيقي ، صوت فيه قوة مُفتعلة تختلف تماماً عن الذي كان يغني تحت المطر حُباً ، بسترةِ جلدٍ سوداء اللون غطت جزءاً من الفراشة الراكدة على عنقك . . بادرتني بالحديث ، لكن لأصدقك القول لم أسمع شيئا مما قلت ، أجبتك بنعم مُتثاقلة بينما كنتُ أحفظ رائحتك . . مزيجاً من رائحة التبغ ، شيئاً من الباتشولي ، وأظنها لفحة من الصندل والمسك . .
كان عارف الساسكفون منشغلاً بآلته قبل أن ينطلق لحن “cheek to cheek “ من التشيللو أولاً . . بدأ العشاق في الصالة يرقصون خداً لخد بينما كنت تُمرر أصابع يدك على حافة كأس "سيدر" في مَشهد كلاسيكي للغاية عرفت حينها لذة تأثير الرشفة الأولى . .
أردت بشدة سؤالكَ عن اسمك وما هيتُك ؟
أظنك تبلغ العقد الثالث أو أقل بقليل ، غريباً عن المكان والزمان ، أو ربما شخصية اختلقها اللا وعي لدي ، شخصية لا تمسها حقيقة على قدر وحدتي تماماً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق