آخر المواضيع

الأربعاء، 13 سبتمبر 2023

تُراها تجمعنا الدروب/ الكاتبة: آلاء عبد الجبار كايد

تُراها تجمعنا الدروب؟

حلّ موعدُ إنتهاء كُلّ الحكايات التي صنعناها سويًا، يتوجبُ علينا الآن وضعٌ نقطةٍ في نهايةِ السطر، هذه النقطة لا تدل على بدايةِ سطرٍ آخر من فصلٍ جديد بل معلنةً انتهاء حُبٍ لم يكن عليهِ الحدوث، معلنةً انتهاءَ خطأ كان كلانا متسببٌ بهِ بطريقتهِ و كلانا سيتحملُ عواقبهُ.

وددتُ قربكِ دائمًا و تمنيتُ أن تكوني رفيقة دربي الوحيدة، و لطالما أحببتكِ فبالغتُ بالأحلامِ تجاهكِ، رسمتُ لذاتي خططًا مستقبلية لا تخلو منكِ، كُنتِ كُل تفاصيل حاضري و مستقبلي، أحببتكِ دون وعي ولم أدرك أنّني أرتكبُ جرمًا بحق ذاتي.

كُنتُ أجازف بنفسي بتعلقي بكِ، حتى وصلت الى تلكَ النقطةِ التي لا يودُ أحدهم الوصول اليها، بتّ لا أتخيل حياتي دونكِ، نسيتُ كُلّ ما عشتُ سابقًا، نسيتُ كل ما حييتُ، شعرتُ بأنّي اكتشفتُ ذاتي و عرفتها بلقياكِ، فإن سألني أحدهم عن عمري لكنتُ أخبرتهُ بأن عمري ابتدا منذُ أحببتكِ، كُنتُ متيمًا بكِ، إلا أنّني لم أدرك هذا الا بعد فواتِ الأوان.

ربما بادلتني الحبّ، الا أنّ مكنونَ عواطفكِ ما كان كمكنوني، كانت مشاعركِ باهتةً بعض الشيءِ و كأنّك جئت بي لملئ فراغٍ سابقٍ فقط.

كُنتُ أحاولُ جاهدًا للحفاظ على الحُبّ بيننا، لكنكِ لم تبادري لأجلي ولو لمرةٍ، و كان الأمرُ محزنًا لروحي، أتدركين معنى أن يهدر الإنسانُ جُلّ عواطفهِ لشخصٍ لا يبادلهُ القليلَ؟

حاولتُ مرارًا أن ألفت انتباهك و أثير اعجابكِ، لعلكِ أحببتني حقًا، و لعلّي كُنتُ ضمادَ جرحكِ الماضي، لتلتئم جراحكِ برفقتي رويدًا رويدًا و لنبدأ دروبًا جديدةً ملؤها الطمأنينة و الحب.

حاولتُ كثيرًا و دون جدوى، و ما كان الخاسرُ الأكبرُ الا أنا، أهدرتُ عواطفي و بذلتُ كُلّ جهدي سيرًا إليكِ حتى ذبلت، أما انتِ فلم تخطِ خطوةً تجاهي، و هنا أدركتُ أنّ الحُبّ حربٌ لن أفلح فيها، فعدتُ أدراجي خاسرًا، باكيًا، مُنهزمًا و متألمًا لأنّي لم أستطع الفوزَ بهذهِ الحربِ و الحصولَ على مكسبي الوحيد، وإن تساءلتِ عن مكسبي فهو قلبكِ.

و الآن بتُ جريحًا و يصعبُ مداواةُ جراحي، بتُّ أشبهك و هذا شيءٌ لطيفٌ بعض الشيء، أن أشبهك لأدركَ ماهيةَ شعوركِ، حزنكِ و بهتان عواطفكِ.

كلانا كان خاسرًا في حكايتنا، فأنا أخطأت و أفرطتُ في حُبكِ حتى طمستُ ماضيّ و بقيتُ عالقًا في دروبٍ لا تخلو منكِ و ها أنا الآن وحيدٌ لا أنا الذي كُنت عليهِ ولا هذي الدروبُ دروبي، تائهٌ، مُنطفىءٌ و أبحث عن روحي لألملم شتاتها.

أما انتِ فأخطأتِ حينما أغلقتِ أبوابَ فؤادكِ و لم تفصحي عن أي مشاعر سكنت داخلكِ، فاكتفيتِ بالحزن على ألمٍ ماضٍ و عدم البحثِ عن علاجهِ، ربما ستدركين خطأكِ بعد حينٍ، لكن حينها سيكون قد فات الأوان، لن تجديني مجددًا.

فأنا جاهدتُ في سبلكِ كثيرًا حتى تقطعتْ بي السبلُ و بقيت على قارعةِ الطريقِ هزيلاً مُنطفئًا، ألقاكِ في معزوفةٍ غنائيةٍ، وسط السطورِ ألمحكِ، و ألقاكِ أيضًا في ليلةٍ هادئةٍ بجوارِ النجومِ، أحبكِ بذات الشعورِ في البدايةٍ، لكن يُستحالُ أن تجمعنا الدروب مجددًا.

آلاء عبد الجبار كايد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *