آخر المواضيع

السبت، 4 يناير 2025

راقصةُ منتصف الليل/الكاتب: بشار جديتاوي

قصة خياليةٌ 


| راقصة منتصف الليل |


انا إيثان أبلغ من العمر ستون عامًا سأروي لكم قصتي مع فتاةٌ إسمها - نورسين -

  عام ألفٍ وتسعمئةٍ وعشرون كُنت سائق لحافلة كبيرة وكانت تصعد حافلتي في كل يوم بنفس الوقت فتاة من شدة جمالها كنت أندَهُها بالفاتنةِ صاحبة المَلمس الناعم، ضحكتها تقتل كل من يشاهدها، صوتها يجذب من حولها للإستماع لها، راحةُ عطرها تفوح كوردة الياسمين كل من استنشقها أعجبَ بها، 


أنا نورسين قبل أن أجلس مع إيثان كنت عندما أخرج بالحافلة كان يستمر بالنظر الي في المرآة وفي عيونه حبٍ ولكن أنا كنتُ راقصةٌ في منتصف الليلِ أعرف من جنسِ أدم الكثير فلم يغريني شخصٌ مثل إيثان من الرغم أنه كان لطيفٌ وكلامه يحتويهُ نوعٌ من الغزل. 


إيثان - الثاني من حزيران - كنت أجلسُ أنتظر صاعدين الحافلةِ مثل كل يوم يغمرني التعبُ، الإكتئابُ، الحزنِ، دائما أتذكرُ ما حَصل من أوجاعٍ كاسرةٌ للقلبِ، أشعل السجارةِ أطفئ نصفها لأكملها في ما بعد لم أكن أملك أي من المال، صعدت الحافلة لأكمل طريقي سمعت صوتًا مثل صوت العصفور في الصباح أبهج قلبي كانت فتاة مثل بياض القطنِ عيناها مثل السماء مرتدية عبائة كسواد حياتي كانت تقول - إنتظر سأصعد لقد تأخرت - 

ركِبت الفاتنةُ، كنتُ أنظر لها عبرَ المرآة كأن لا أحد بالحافلةِ غيرها، إستمرت هذه الحال لعدة شهور، وقعت في حبها، فقط رؤيتها كل صباحٍ أصبح في قمة السعادةِ، ذهبت للتكلمِ مَعَها فلم تهتمَ لأمري حاولت وحاولت دائما لديها عذرُ للذهابِ - لقت تأخرت عن العمل - وتذهب

الخامس من أيلول الساعة الثامنةَ صباحًا لم أذهب للعملِ قمت بملاحقتها ليومٍ كاملٍ لأعلمَ عن مصدر عملها وماذا تفعل في يومها في الصباحِ كانت تعملُ داخلَ شركة صغيرةٍ كنت أستغربُ ماذا تعمل لم يكن لديها أوراقٌ للعملِ دخلت الشركة وقمت بالسؤال عنها لم يعرفها أحد كأنها ليس لديها إسمٌ بالشركة أنتظرت بالخارج في تمام الساعة الرابعة عصرًا خرجت الفاتنة ذهبت خلفها إلى أن وصلت منزلها، عُدتُ للمنزل وأنا في قمت السعادة ولكن هنالك أفكارٌ تجول داخل رأسي، لم أتمالك نفسي أصبحت الساعة الثامنة مساءًا ذهبت لمنزلها قمت بدق الجرس خرجت أمها طلبت منها أن أدخل لأتكلم معها، جلست على الأريكةِ أحظرت فنجانًا من القهوة عرفتها على نفسي وقلتُ لها أنني معجبٌ بإبنتها ولكن هنالك سؤالٌ لدي قالت: تفضل، أبنتك رأيتها تدخل شركةٌ دخلت خلفها لأسأل عن طبيعة عملها لم يعرفها أحد إنتظرتها حتا خرجت إستغرق الأمر من الصباح حتى عصر اليوم ماذا تعمل أبنتكِ!! 


قالت الأم مبتسمةٌ: إن قلت لك هل ستبقى معجبٌ بها، من يقوم بالتنضيف هل يعرفهُ الناس أو يكون لهم إسمٌ في هذه الحياة 


نظرت لها متعجبًا هل تقوم إبنتك بالتنظيف؟! - أجل - 


أين هيا الأن هل هيا نائمًا  


إبنتي لا تنام تقوم بالعملِ ليلًا ونهارًا وإن سيطر النعسُ عليها تنام خارجًا وفي بعض الأحيان تعود بعد يومان أول ثلاثةِ ولا تخبرني ماذا فعلت 


شربت فنجانَ القهوة وذهبت للمنزل كَثرَ التفكير برأسي في اليوم التالي إنتضرتها أمام منزلها بعد خروجها للذهاب للعملِ الثاني ذهبت خلفها دخلت مطعمًا صغيرٌ، خرجت ومعها فتاة بجمالها ولكن ليسَ بِسترها أستغربت من الأمر كثيرًا ذهبت خلفهم قطعنا مسافةٌ كبيرة حتى حَل الليل أصبحت الساعة الثانية عشر منتصف الليل ما زلنا في الشارعِ فجأةٌ صعدة

سيارة كبيرةٌ سوداء غرفة داخله ذهبت خلفهم عندما وصلنا لمكانهم المطلوب خرجت الفاتنة مرتديتًا ثيابًا للعاهرات ومعها صديقتها نزلت في طابقٍ تحت الأرض أصبت بالإختناق على نفسي وعلى الإم، وقفتوا أمامها وهي ترقص عملت نفسها لا تعرفني أخذها شخصٌ ذهبت خلفهم قبل أن يدخلوا الغرفة ندهت صوتًا مع إبتسامتًا أيتها الفاتنة أسف لم أقصد كنت سأقول أيتها العاهرةُ يا راقصة منتصف الليل يا عارضة أحشاء البدنِ نعم أنا أحببتك وجلست معك وأردتكِ بالحلالِ ولكن كنتي تلعبين لعبتك وأصبتيني في سحركِ وكنت سأفعلها معك ولكن الشيطان لم يكن موجودًا فتعرفت على أمك انها مسكينة تضن أنكِ تعملين بالحلالِ كيف ستقفي أمامها عندما تعلم بالأمر هل سيعجبها أسم إبنتها لم أستطع تمالك نفسي خرجتُ من المكان ولم أستطع الصبرُ للصباح ذهبت إلى أمها وقلت لها: إبنتكِ منضفتٌ لا يعلمها بها أحدٌ في الصباح ومعروفتًا بإسم الفاجرة بالليل، إبنتك في منتصف الليل تضيئ جسدها بحقارة الحياة وفي النهار يلمع طهرها في تضيف الأراضي، تكلمت معها عن الذي رأيته من إبنتها وخرجت من المنزل في اليوم الثاني عدت الى منزل الأم رأيتوا إبنتها مرمية على حافة الطريق وبجانبها أغراضها قطعت طريقها مبتسمًا قائلًا رغم جمالكِ ستبقين بنظري العاهرةِ وسأكتب عن الذي حصل لأجعل قصتكِ عبرةً فأنا كاتبٌ أجلس مع النساء أنتظرتك ولم تأتي فأتت فتاة غيركِ دامت أيامك بالخير والسعادة أيتها الفاتنةِ. 


العبرة من القصةِ لا تنظر فقط للمظاهر الخارجية فكلٌ منا في داخله نواياتٌ لا يعمل بها أحد والستر لا يكمل فقط بالباس ولا تقع بالحب ولا تكن سائقًا لحافلة كبيرةٍ هههههه


الكاتب بشار عبدالله جديتاوي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *