آخر المواضيع

الأحد، 15 نوفمبر 2020

قاتلٌ وضحيةٌ/بقلم ياسمين زهران عوده

 قاتلٌ وضحية

كنتُ أعلم أنه العشاءُ الأخير لكلينا 

كلُّ شيءٍ كان محضرًا على غيرِ العادة 

وزعتُ بقايا حبي على أطرافِ المائدة 

في الأكوابِ والأطباق 

في الأطعمةِ المعدّة كما تحب 

وحرصتُ على نثر عطري في فضاء الغرفة 

ووردتان غارقتان في الحمرة انغمستا في جوف قتيلٍ سقط بحربٍ دموية

في كل مرة أنفصل فيها عنكَ تجري خلفك عيناي، تراقبك؛ 

لتراك ملتفتًا نحوي تلوحُ بيدك 

ولكنه محض خيال 

لا التفاتٌ ولا تلويح 

ولا أنسى حماسي في الحوار معك وبرودكَ القاتل 

سأنهيك هذه الليلة 

لأخبرك أن لا مكان لروايتِنا بعد اليوم

لاحظتَ الجميعَ وتجاهلتني 

جعلتني أتوهُ وأضيع

فر الأمانُ من داخلي 

داخلي يحترق

كجرحٍ كلما حاولت جمعه تمزق أكثر فأكثر مع كل إطلالةٍ لك... 

إلى أن بدأ يلتئم بغيابك اللعين لأظن بأنني أنتصر.. 

ولكن، من قال بأن الأثر يزول!

دعني أحرر آخر الذكريات وأصيحُ بما تبقى من الدمع والألم. 

أتعلم هذه المرة الأولى التي أتحدث بها وأنت مصغٍ إلي وربما الأخيرة

بدأت أشعر بالنعاس... أخشى الإغماض

عاجزةٌ حتى عن إنهاء هذه الكلمات فكيف لي بأن أنهيك!

تأخر الوقت ولم تحضر بعد 

وأعلمُ بأنَّ رسالتي بين يديك الآن 

إياك والشعور بالندم فأنا القاتل وأنا الضحية...

الكاتبة: ياسمين

هناك تعليقان (2):

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *