ها هوَ القاع من جَديد
هذا القاع الوحيد
المكان الذي هَرِبْتُ مِنّهُ عِدّةَ مرات
الذي كانَ وما زالَ أصعَبَ مَخاوِفي
أنا الذي أستّطعَتُ التّغلبْ عليهِ في المرةِ السابقة
أنا من حاربَ مخاوفهِ ولم يهربُ منها .
أقولُ ولا أترددَ :
أنهُ أوّلَ مخاوفي وأصعبها
أنهُ منْ جَعلني ضعيفٌ
تائهٌ
ضائعٌ
وثمَّ
كارهٍ لنفسي .
لقد دخلتُ تلكَ الدوّامةِ عِدّةِ مراتٍ
قتلتني وقتلتْ أحلامي
سلبتْ منّي كُلَّ قوّتي
لم تَترُكَ شيئاً سليماً بيّ
أقعُ بِها فجأةً
لمْ أحسُبَ يوماً أنْ أعودَ إلى ذلِكَ المكان
الذي يَحتوي
أشخاصٌ مَكروهين مِن قِبَلي
ومكروهاً من قِبَلِهم
ها أنا من جديدِ
أدخلُ في مرحلةِ الاكتئابِ المُزمِن
التّوحد الداخلي
الصّرخةُ الموجِعة
الضّربةُ التي تَعمي قلبي في أختيارِ أحبّتهِ
رُغمَ ذلِكَ العَناء
إلّا أنَّ
أشعة الشّمسِ تتداخل يومياً إليّ
تدخلُ إلى رأسي وتحرقُ كُلَّ ما بهِ
من آلامٍ وأوجاعٍ ولَكِن تأخُذ أيضاً
اللّحظات المقدّسة
الأيام الغيرَ منسيّة
وصورةَ تِلكَ الفتاةِ التي كُنتُ أتخيلُها يوميّاً .
_حيدر الضاهر_
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق