آخر المواضيع

الأحد، 6 ديسمبر 2020

مشهد من الحافلة/ بقلم: رؤى دولت الجداية

 #مشهد_من_الحافلة


جالسة في مقعدي في الحافلة أنتظر وصول وجهتي، كل ما يدور حولي لا شيء فيه سوى الفراغ، أرسل نظراتي بين الوجوه باحثا عن شيء غير موجود، أمعن النظر حولي لأجد عمال أحرقت الشمس وجوههم،  طاقم طبي يشكل فريق بلون الأبيض،أم ترضع صغيرها، وأطفال يتزاحمون على النوافذ، يقتربون من النوافذ، يشكلون بزفيرهم غيوم على الزجاج وعلي الغيوم يرسمون عليها أحلامهم الصغيرة بأناملهم الصغيرة،  تهتز الحافلة لتهتز وجوه الراكبين لاهتزازها وتتمايل لتستقر من جديد،  تتوقف الحافلة فجأة لتبتلع المزيد من الركاب، وتلفظ القليل، كل هذا وأنا مصدوم بحكايات الوجوه من حولي،  لم أجد الطمأنينة تسكن سوى وجوه الأطفال،  أما بقية الوجوه لم أشاهد فيها سوى مزيج من الحزن والغضب وال. . . استسلام، أنتهي من التحديق بوجوه الركاب لأبدأ بالتحديق مجددا ولكن هذه المرة بوجهي، لأجد أنه أبعد ما يكون عن سنواتي الستة عشر لا يشبه وجوه الأطفال،  أقرب الوجوه الباهتة التي شاهدتها،  فزعت فجأة لهول ما خطر ببالي،  أي مصير ينتظرني في هذا العالم، وأنا صاحبة اليد المتروكة والقلب المخذول،  وأنا المهمشة التي تعتذر على الأشياء التي لم تفعلها،  أي مصير ينتظرني،  وأنا صديقة الخيبات أتركها لحظه لأعود لها من جديد،  خائفة من الاقتراب عاجزة عن الابتعاد، لله أجر حياتنا التي لم نعشها، لله نحن وأنا إليه راجعون.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *