"لَم أكن أظُن أنَّني سَوف أفعَلُها يومًا"
كَانَت لَيلة ساكِنَه هادئه خاليةٌ من أي ضَجِيج سُكونٌ في قَلبي يسري فيهِ ويَستَكين، لا أحد في الطُرقات الجَميعُ نِيام لا يُوجدُ سِوا صَفيرُ الهواء المُخِيف يَدخُلُ من طَرف النافِذة، نُباحُ الكِلاب تملأ المَكان، الشجر يَتَحَرك مِن قُوة الهَواء مُشَكِلًا ضِلال مُخِيفة، القِطةُ السَوداء ذات العُيون الصَفراءُ المُخيفة تُحدقُ بِي، عَقاربُ الساعةِ تَتَحرك وتُصدرُ صَوتًا مُعلِنةً مُرور الثوانِ، جَالِسة أُحَدِق بِكُلِ ما حَولي، ليأتي الرَعدُ ويَزيد الأمرُ سوءًا مُعلِنًا عَن عاصِفةٍ شَدِيدة، تبًا فَأنا أكَره هَذا الفَصل، بدأت الأمطارُ تتساقَطُ بُغزارة، عَم الهُدوء فِي أرجَاء الغُرفة لا صوت سِوا الأمَطار تَضربِ زُجاجَ النافِذة، نَظَرتُ إلى ساعةِ المَكتب إنها الثَالِثة وثَلاث وثَلاثُون دَقِيقَة لَقد حان الوَقت، هَذا كَان أخر ما رَأيت قَبل أن أضعَ رأسي بَذلِكَ الحَبل المُتَدَلي من السَقف الذي كُنت قد نَصَبتُه قبل ساعاتٍ مِن تَفكِيري بأمر الأنتِحار، بعدَ ذَلك لَم أرَ شيئًا ولمَ أسمعْ أي صوت نَعم لقد قَتَلتُ نفسي، فالحياةُ أصبَحَت في غايَة المَلل، لَقد حَققتُ كُل ما أطمحُ إليهِ، أصبحَ لَدي عَمل وبِمُرتبٍ مُرتَفِع، رَكِبتُ أَحدَث أَنواعٍ المَركَبات، أصبحَ لي مَركَبتان من النوعِ الحَديث، أَصبَح لَدي مَنزِلان أحَدُهما بِفناء تَملأهُ النباتات والأزهار الجَميلة، والاخر مَليءٌ بألعابِ الفِيديو الباهِظةِ الثَمن، ذَهَبتُ إلى لعَديد مِن حَفلات الشِواء، ذهبت لِلتَخييم فَعَلتُ كُل شيء أصبتُ بِإكتِئابٍ حاد مِن حياةِ الرَفَاهِية والتَرف، لَقد حَققتُ كُلَ ما أُريدُ في هذه الحَياة جَرّبتُ كل شيء على هَذه الأَرض، بَقيَ شيءٌ واحدٌ لَم أجرِبه ألا وهو المَوت كَان أخِر ما نَطقتُ بِه وَداعًا أيُها العالَمُ البائس.
رهف محمد البوريني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق