آخر المواضيع

الخميس، 4 يناير 2024

الكتاب المقلوب/ الكاتبة رضا الرحمن ابو كف

 قصة ما قبل النوم

 الكتاب المقلوب 

تدق ساعة منتصف الليل ويحل الهدوء وفجأة صوت تفجير صراخ وقنابل وانتهى المطاف بعائلة سامي في

لبنان منذ عام 1948

وتبدا قصتنا في بيت الجدة بعد صالة التراويح :

الجدة : وفي النهاية رحمة هللا على جدك يا سامي

سامي : أريني هذا الكتاب يا جدتي الذي قراتي منه يبدو مثيرا

الجدة : هذا الكتاب تناقل عبر األجيال من ابائنا واجدادنا االولين الى حكاية والد جدك وجدك نفسه في النكبة

والينا نحن

سامي : اذا يمكننا القول أنه كتاب تاريخي خاص بالعائلة

الجدة : نعم , فلنعده الى قاعدته الخشبية الخاصة التي صنعت من شجر الزيتون .

الحظ سامي وضع جدته للكتاب مقلوبا على قاعدته فقال :

لماذا وضعته مقلوبا ؟ أصلحيه ورديه صحيحا

الجدة: ال يا بني ...... هيا للنوم لقد تأخر الوقت .

نام سامي وهو حائر البال وفضوله كاد أن يقتله ... ولكن خطرت له فكرة شقيّة ف ّكر قائال :

سوف أجرب أن أقلبه وأرده صحيحا ... وبالفعل هذا ما حصل ويا للهول لقد خرج منه شعاع مضيء وقوي

وأخد سامي بعيدا

سامي بخوف : اين أنا ؟ امييي جدتي .... ويصدم سامي من المنظر

سامي : انني في ... انني في ..... ال أصدق .... على جنة األرض وعلى أرض سميت بنجوم السماء وحقل

الورود ولكن قد سحقوا كل زهيرة على هذه األرض وكل دمية مزقت كورق يحرق ولكن اني في بلد السالم

والزيتون وبلد العيون التي تضحك رغم تعرضها لغبار مسود ولبداية هذا النفق ظالم ضليل ولنهايته نور

حميم ... وشمس بعد حريق ....وطبق يمأله قليل من الخوف والكثير من الشجاعة فها قد أنا أمشي على

أرض لم تقبل يوما حيازة القلب بل هي التي سرقت قلوبنا من دون اذن فأرضى بك أن تأخذي مني كل ما

أملك وأن تبعثيني برائحة الكرامة التي بعثتها في قلب أبناء شعبك فأمشي في بلد قد عرفت يوما معنى القسوة

مت من يعرف سرابها ومن يعرف ترابها ومن يعرف خطاها أننا تربينا على شيء واح

وعل د ومن يعرفه ّ

يعرف أن النقش في الحجر وعلى القسوة بصر ولك ّل صبر أجر ولكل آثر أثر والى الطريق مفرّ فاننا نُشرّ الى ارض المحشر والمنشر ومن يعّر يغّرومن يهدر يكّر فسجلنا على شجرتنا أن موتنا بقاء ونصرنا س ّراء

فها نحن في ض ّراء حتى الس ّراء

فبدأت أتجول في أرجاء القدس والمسجد األقصى وأغني: راجع عبالدي عاالرض الخضرة راجع .....

وفجاة سمع صوت الشيخ ينادي لصالة التراويح وتوجه للمسجد القبلي وصلى فيه بطمانينة وخشوع وراحة

وبات يمشي في أرجاء المسجد االقصى وضيّفه المعتكفين القطايف والكنافة وفجأة صوت والدته : استيقظ يا

بني ما بك غارق بالنوم ؟ ليس كعادتك

سامي : أمي الا أتركيني أكمل لقد بقي أن أدخل باب القطانين لقد خربتي حلمي .... ماذا ؟ انه حلم الااا

الأم : باذن هللا سنعود الى بلدنا الجميل .

خالل تناولهم التمر والماء على السحور روى سامي كل ما حصل لجدته وامه ردت الجدة مجيبة : هههه يا

لخيالك الواسع يا بني القصة : أن هذه وصيه من ابائنا المه ّجرين بأن ال يقلب هذا الكتاب وير ّد صحيحا الا

عند تحرر فلسطين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مجلةٌ حلمك الأدبية

انا كاتب أردني صاعد أتمنى للجميع التفوق في حياتهم، وأطلب من الجميع السعي في تحقيق احلامكم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *